نحو تقويض السلطة الذكورية في المجتمع القروي.

مقال بقلم خولة الابراهيمي

نعيش في وسط اللقم بين فايفل درعة ،تارة نضحكو تارة نبكي بجحف وضعف منا ،…
نساء بين ميدلت واقصى طاطا يعنون بصمت الأزمة ذكورية وما تنتجه من تسلط وقمع للحياة المشتركة بين المرأة والرجل وخصوصا اني شابة عندما التقي بامرأة اكبر مني اول سؤال اسألها هل هي راضية عن حياتها وهل تعيش كما تريد ،الجواب ببساطة “ماكرهت ولكن راجل … ماكرهت ولكن العائلة ….،بغيت نقرا بغيت نخدم بغيت نغني بغيت نحقق .. الى غير ذلك من الأمنيات المنسية بين تجاعيد تلك المرأة فلم تعد قادرة على جحف الزمن وتقليص الرؤية الأفقية لها .. لكن تبقى تلك الكلمة الأبدية لها بين “هادشي لعطا الله” …..بين اليقين والحلم

العقلية الذكورية السلطوية المريضة المكبوتة، وهي إحدى أهم خصائص وميزة المجتمعات الذكورية الأبوية. حيث منظومة القيم تخضع بالكامل لعباءة هذه السلطة، على سبيل المثال: الرجولة هي مفهوم محوري وجوهري في أخلاق الذكورية، وأهم فضيلة أخلاقية فيها هي المروءة وتعني الرجولة أيضاً، في هذا الإطار الرجولة هي مجموع الفضائل البشرية السامية، والإنسان الشريف هو الذي يتمثل بهذه الأخلاق دون حدود، من ناحية أخرى يتم تنميط ووصم الرذيلة وكل ما يتعلق بها من صفات غالباً بالمرأة، وبناء عليه كونك رجلاً ليس فقط أنت رمز للسطلة الذكورية الفائقة، ولكن أنت رمز لقيم أعلى ومنزه عن الرذائل.
هذه العقلية تجعل العنف ضد المرأة بشتى صوره قاعدة منهجية موروثة مشروعة قاتلة، والأفظع من ذلك كله تقديم مبررات له والدفاع عنه “الرجل يملك جسد المرأة”..!!!

إن تملك جسد المرأة هو علامة على الهيمنة والسلطة، ولأن هوية الفرد هي هوية الجماعة فإن الاعتداء على هذه الخصوصية يعني التعدي على خصوصية الأسرة بأكملها، يؤدي هذا النهج عادة إلى إلقاء اللوم على الضحية، ونتيجة لذلك في المجتمع الذكوري ليست النساء حرفياً مالكات أجسادهن، في الواقع الملاك الرئيسيون لأجساد النساء هم آباؤهم أو أزواجهم. قبل الزواج ينتمي جسد الزوجة إلى والدها، وبعد الزواج يتم نقل الملكية إلى الزوج، ولهذا السبب فإن الاعتداء على المرأة يعتبر اغتصاباً لشرف والدها وزوجها، اغتصاب المرأة يجرح ويؤذي بشدة الإحساس بالفخر والتقدير الذاتي للرجل الذي يمتلك جسد المرأة (أي الأب أو الزوج) لدرجة أنه في بعض الأحيان لا يمكن تحمل وصمة العار إلا من خلال محو المرأة.
وهكذا في هذه الحالة لا تعاني المرأة الضحية من عذاب الاغتصاب فحسب، بل تجد نفسها في وسط عائلة وجماعة تشعر بالعار منها، وقد يتعدى الأمر في بعض المجتمعات التشهير بالعائلة برمتها كعائلة عار. المرأة هي ضحية اعتقاد الفرد وإدراكه المخزي تجاه الضحية بأنه فقد وخسر الشرف والسمعة والكرامة

فكل رجل يحمل بداخله البنية الأساسية الناضجة الإيجابية لأننا كبشر نملك ما يُدعَى بالوعي الجماعي والوعي الفردي، وهو عبارة عن الطاقات المُهيئة أو الموروثة من التاريخ الجيني لجنسنا البشري الذي يمدُّنا بالقواعد الأساسية لكل سلوكنا وأفكارنا وأفعالنا ومشاعرنا كبشر، لكن إذا لم يتم التعامل الصحيح مع هذا الوعي سينتج رجلًا يتحلَّى بالمبادئ الصبيانية مثل أن يضرب زوجته أو يحبط موظَّفيه في العمل أو يصبح خريجًا متعجرفًا…..

زر الذهاب إلى الأعلى