النهاية

المحرر الرباط

 

بعدما ظل يتسكع بين المدن و المنابر الاعلامية، و بعدما صرف الملايير على تأسيس الجرائد و تمويل المشاريع، يبدو أن امبراطورية الوهم و الخيال التي بناها الياس العمارين قد بدات تتكسر شيئا فشيئا، لدرجة أن هذا الرجل الذي لطالما نسب نفسه لجهات عليا، طأطأ رأسه امام من كان بالامس يدعي مقدرته على سحقهم، و رفع الراية البيضاء بعدما كتب عليها “المصالحة”.

 

نهاية رجل لطالما منحته الثقة الزائدة في نفسه، أحلاما اكبر بكثر من مشاريعه، و لطالما ادعى القوة قبل أن يموت بالضعف، على راي المثال العربي الشهير، الياس العماري، الرجل الخرق، الذي تمكن من الظفر برئاسة مجلس النواب، و يرئاسة حزب البام، ينهار و يعلن استسلامه للاسلاميين، و يدعوهم للمصالحة تحت ذريعة مصلحة الوطن.

 

فعن أي مصلحة يتحدث الياس، و هو نفس الرجل الذي تداولت وسائل الاعلام اهانته لرجل أمن بسيط، لمجرد تطبيقه للقانون، و اية مصلحة قد تكون للوطن في تقنين الحشيش و محاربة الاسلام، و مهاجمة اذاعة محمد السادس للقران؟ هل مصلحة الوطن ترتبط بان يقوده حزب حديث النشأة لا أصل له ولا فصل؟ أم انها مقترنة بتولي امثال العماري شؤون المواطنين؟

 

بعد تحدي و عناد و منافسة، نحن اليوم امام نهاية حزب لطالما استمد قوته من المال و الجاه و السلطة، و لم يفكر في يوم من الايام كيف يكسب ثقة المواطن، نهاية لم يعلنها الياس العماري باستسلامه امام أزيد من ثلاثين مليون مغربي، و انما ارادها الشعب أن تكون عبرة لمن يضع نفسه في غير محلها و لمن لازال يعتقد بان السلطة قد تؤثر على ارادة الشعب المغربي.

 

نهاية جميلة لتجربة فاشلة، راهنت على المرتبة الاولى و لم تصلها، و لن تصلها بطبيعة الحال طالما أن أمثال الياس العماري تؤتثون قيادة البام، الذي بات مرغما على اعادة النظر في هياكله، و اختيار وجوه لم ياكل عليها الظهر و يشرب كي تقنع المواطن سياسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى