وكالة اشهار تتعامل مع وزارة الداخلية تبثر الصحراء من مغربها

المحرر العيون

 

لطالما أقمنا الدنيا و لم نقعدها كلما تم اعتماد خريطة المغرب مبتورة من طرف مؤسسة من المؤسسات أو شخص من الاشخاص، و كما هو الحال بالنسبة للمغاربة ملكا و شعبا، فإن قضية الصحراء لم تعد مجرد قضية حدود بقدر ما هي قضية وجود، مرتبطة بعقيدة لا تزعزعها السنين ولا تؤثر عليها الضغوطات.

الايمان بقضية الصحراء، ليس هو رفع الشعارات و نشر الصور على موقع الفايسبوك، و إنما هو فعل يتجسد في معاملة مكونات الاقاليم الجنوبية للمملكة بنفس الطريقة التي تعامل بها باقي مكونات هذا الوطن، ، بلا عنصرية ولا تمييز، و هو ما لم تعتمده إحدى وكالات التواصل المكلفة بتوزيع الاشهار المخصص من وزارة الداخلية لتشجيع المواطنين على التسجيل في الانتخابات.

استثناء الوكالة المتواجد مقرها في الدار البيضاء، للمنابر الاعلامية الصحراوية، من اشهار الانتخابات، دفع العديد من الاعلاميين الى التساؤل عما إذا كان مواطنو البيضاء و الرباط هم المعنيون الوحيدون بالانتخابات، و عن المعايير التي اعتمدتها هذه الوكالة في اختيار المنابر الاعلامية التي تم تكليفها بتشجيع الناس على التسجيل في الانتخابات.

و إذا كانت الوكالة التي اختارت التعامل مع جرائد المغرب النافع، لا تعلم بأن الصحراء تعج بالجرائد الوطنية رالمدافعة عن القضية الوطنية رغم أنها لم تتلقى في يوم من الايام دعما من الدولة، فإن من واجبنا أن نذكرها بأنها تتصرف في المال العام الذي من المفروض أن تستفيد منه جميع المنابر الاعلامبة على مستوى مختلف ربوع المملكة، حتى و إن كان مسيرو هذه المؤسسة غير مهتمون بالشأن المحلي في الصحراء، ولا بتابعون جرائدها.

حملة وطنية لتشجيع المواطنين على التسجيل في الانتخابات، يتم التركيز فيها على الجرائد المتواجدة مقراتها في البيضاء و الرباط، يجعلنا نتساءل عما إذا كانت الوكالة التي توزع تلك الاشهارات، تختزل المغرب الكبير في مدينتين فقط، بينما تواجه بلادنا قوى أوروبية عظمى بسبب قضية الصحراء، و على ما يبدو فإن من وضع لائحة المستفيدين من تلك الحملة الاشهارية، لا يعي بأن في الصحراء جرائد مهددة بالاختفاء بسبب هكذا تصرفات، و باختفائها ستترك الساحة خاوية على عروشها لاعلام الانفصال.

المغرب للجميع، بمن فيهم ضيوفه، و إن كان هناك أشهاص لازالوا يختزلون هذا البلد العظيم في مدينتين أو ثلاث مدن كبرى، لايد من اعادة تذكيرهم بأن وزارة الداخلية هي أول مسؤول عن تنزيل الجهوية الموسعة، و أن أول وزارة ضاعفت المجهودات في بناء أقاليمنا الجنوبية، فلاداعي أن تأتي وكالة لا تعرف المواقع الجغرافية لمدن الصحراء، لضرب كل ما قامت به وزارة لفتيت في الصفر.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى