ابراهيم غالي: حالة انسانية أم تواطئ اسباني ضد الانسانية

المحرر الرباط

 

في تعقيبها على استقبال  زعيم جبهة البوليساريو، أكدت وزارة الخارجية الاسبانية على أن الامر يتعلق بحالة انسانية، محاولة بذلك ابعاد شبهات التواطئ مع مجرم حرب عن نفسها، و الظهور بثوب الطبيب المخلص لقسم أبقراط، و ذلك بعدما أثارت هذه القضية ضجة كبيرة على مستوى الرأي العام العام الدولي.

 

وزارة الخارجية الاسبانية و هي تدافع عن نفسها، تقدمت بأعذار أقبح من الزلات التي ارتكبتها جارتنا الشمالية في ملف الصحراء و في ملفات أخرى مرتبطة اساسا بحقوق الانسان، و في هذا المقال سنحاول أن نختصر في طرح اسئلة نعتقد أنها ستكون مدخلا للتعقيب على خارجية اسبانيا، و التأكيد على أنها قد استعملت مصطلح الانسانية لارتكاب أكبر جريمة في حق الانسانية.

 

أول سؤال نطرحه في حضرة الرأي العام، متعلق بالاسباب التي جعلت اسبانيا توافق على دخول ابراهيم غالي بجواز سفر مزور، طالما أن الدافع من وراء موافقتها هاته، هو دافع انساني محض كما تدعي؟ و هل يعقل أن تغامر الجزائر بالدفع برضيعها الاول نحو قضاء يطلبه إذا لم تتلقى ضمانات على عودته سالما غانما بدون محاكمة؟

 

لو أن الغرض من وراء موافقة الدولة الاسبانية، انسانيٌ كما تدعي،.لدخل بنبطوش الى أراضيها باسمه و صفته الحقيقين، و لدافعت جارتنا الشمالية عن موقفها برأس مرفوع، لكن موافقتها على تزوير اسمه و صفته، هو أكبر دليل على علمها المسيق بكونها كانت بصدد خرق القوانين و الاعراف القضائية التي تحاكم بها من يطالبون بالانفصال عنها.

 

و هنا نغتنم الفرصة مرة أخرى للتساؤل”هل كانت اسبانيا ستقدم ابراهيم غالي للعدالة لو لم يتم الكشف عن الحقيقة؟” بطبيعة الحال لا وألف لا، و الدليل مرة أخرى، هو موافقتها على لعبة تزوير هويته، لأنه بكل بساطة كانت تعتزم معالجته، ثم اعادته الى جمهورية الخيام البالية، عملا بالمثل الشعبي المصري الدارج “ولا من شاف ولا من دري”، غير أن يقظة المخابرات المغربية اماطت اللثام عن لعبة الذئاب و فضحتهم أمام العالم.

 

مواقف اسبانيا و منذ وقت بعيد، كانت ولازالت تتسم بالضبابية في ملف الصحراء، لأنها واحدة من الدول التي لا ترى مصلحة في حلحلة هذه القضية، طالما أن استمرارها يمدد من فترات استغلال قواربها و مراكبها لبحارنا، و يجعل بلادنا تقدم لها مزيدا من الامتيازات و التفضيلات، و هو ما يستوجب اعادة النظر في جميع العلاقات التي تربطنا بهذا البلد الذي بعتبر أكثر فشلا و فسادا داخل الاتحاد الاروبي.

 

اسبانيا و باستقبالها لرضيع الجزائر الاول، لم تعد حليفا استراتيجيا كما كنا نعتقد، بقدر ما أصبحت تشكل بالنسبة لبلادنا جبهة ثانية مفتوحة على مستوى الشمال، و هنا لابد من التذكير بالمثل الحساني القائل: “لي عضك و ماعضتيه، يشك عنك بلا سنين”، و ليكن وقف اتفاقيات التعاون بيننا و بينهم، مجرد بداية لمزيد من التصرفات المماثلة حتى يتأكد الخجر بأن المغرب يقيهم شر معضلات قد تعود بهم الى القرن الخامس.

زر الذهاب إلى الأعلى