التدخلات الامنية: مايجب أن يفهمه الرأي العام

المحرر الرباط

 

أثار التدخل الامني لتفريق اساتذة التعاقد، الكثير من اللغط في أوساط الرأي العام المغربي، في وقت تحاول فيه بعض الجهات المعروفة، ترويج مجموعة من المغالطات و المواد الملغومة، بهدف تشويه صورة قوات المحافظة على النظام و تجسيدها في هيأة الوحش الذي يأتي على الاخضر و اليابس، و كل هذا خدمة لأجندات معادية للمملكة المغربية، و مستعدة للدفع بالاورو نظير عرقلة مسيرة بلادنا نحو التقدم.

 

لن نخوض في موضوع الجهات التي تقف من وراء البحار لتمويل الحملات المغرضة ضد مؤسسات بلادنا، ولا في موضوع بيادقها داخل المغرب و خارجه، لأن تلك الامور قد أصبحت في عداد الواضحات التي يعتبر شرحها من المفضحات، لكن ما يهمنا أكثر، هو توضيح بعض الامور بخصوص التدخلات الامنية، و التي تتشابه في مختلف بقاع العالم، بل و قد تكون أكثر عنفا في كبريات الدول الديموقراطية، إذا ما تطلب الامر ذلك.

 

أول ما يجب أن يفهمه القارئ العزيز، هو أن قوات المحافظة على النظام، بجميع قياداتها، تبقى مجرد أداة لتطبيق القانون، لا يمكن أن تتحرك إلا بأوامر من الجهات الحكومية، و أي تدخل كيفما كان نوعه، تتحمل مسؤوليته حكومة العدالة و التنمية، لعدة اعتبارات، من بينها أن الوزارة الوصية لم تستطع الوصول الى حل مع الجهات المتظاهرة، و حتى معظم المظاهرات تكون غالبا بسبب مشاكل بين المعنيين بالامر و إحدى الجهات الوزارية، أي أن قوات الامن ليست طرفا في الموضوع اساسا و إنما تطبق التعليمات لا أقل ولا أكثر.

 

استعمال القوة لتفريق أي تجمهر، يسبقه انذار شفوي عبر مكبرات الصوت، تطالب السلطة من خلاله المتجمهرين بالانسحاب، و في حالة رفضهم الامتثال تتدخل قوات المحافظة على النظام، أولا عن طريق دفع المتجمهرين لاخلاء الشارع العام، لكن اصرار هؤلاء على عدم الامتثال و الاستفزازات المقصودة التي قد تصدر عن بعضهم، غالبا ما يولد الكثير من التوثر المؤدي الى استعمال العنف المتبادل، و هو ما يقع في جميع دول العالم بدون استثناء، مع فرق بسيط يتمثل في مون بلادنا تعج ببيادق الاعداء المتربصين بها و الساعين وراء تشويه سمعتها مقابل المال.

 

عندما يتم الاعلان عن مظاهرة من قبيل مظاهرة استاذة التعاقد، فإن رجال المحافظة على النظام يستعدون لها ساعات قبل الموعد المحدد، و إذا كان الاستاذ المتعاقد قد غادر فراشه على الساعة التاسعة صباحا و التحق بعين المكان بعدما تناول فطوره، فإن رجل المحافظة على النظام قد حضر الى مقر العمل فجرا، و ظل واقفا لساعات ينتظر موعد الاقلاع نحو مكان المظاهرة، و عند وصول الاستاذ المتعاقد للتظاهر يجد بأن رجل المحافظة على النظام قد سيقه الى هناك بثلاث ساعات على الاقل، و كل هذا يتسبب في ضغط كبير يؤثر على رجال الامن.

 

التدخل الامني لتفريق المظاهرة، في ظل رفض المتظاهرين الامثتال لتعليمات السلطة، و مع الضغط الذي يعيشه رجال الامن، و الاستفزازات التي تصدر عن بعض المتظاهرين، غالبا ما يتمخض عنه استعمال العنف، و حتى نكون صرحاء مع انفسنا اولا و مع الرأي العام من جهة أخرى، فإن وقائع تفريق مظاهرة استاذة التعاقد، لم تتضمن تدخلات عنيفة ترقى الى حجم الضغط الممارس على قوات الامن، و عندما نسقط سهوا على إحدى التدوينات التي تدين هذا التدخل، نتساءل عن الاسباب التي تجعل بعض الجهات تركز على مهاجمة آليات تطبيق القانون و تتغضى عن الجهات التي تعتبر طرفا في المشكل، و لماذا يهاجم أحد المنتمين لنقابة العدالة و التنمية رجل الامن، و في نفس الوقت يتغاضى عن حزبه الذي يقود الحكومة؟

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى