“جبل تروبيك”..كنز مغربي يثير مطامع دول كبرى

مع تطرق تقارير إعلامية دولية لوجود كميات ضخمة من معدن “الكوبالت” الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الكهربائية، في “جبل تروبيك” البحري جنوب المغرب، بدأ لعاب القوى العالمية يسيل وبدأت أطماع الدول الكبرى في الظهور.

الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، تركيا، إسبانيا، الصين، هي كلها دول ترغب في استغلال هذه الثروات المعدنية الكبيرة، عبر الحصول على تراخيص استغلال مشتركة.

فالولايات المتحدة الأمريكية، حركت ترسانتها العسكرية نحو مياه المغرب في الأقاليم الجنوبية “أي قرب الجبل”، و نفذت بمعية القوات المسلحة المغربية مناورات كبيرة قرب الجبل البحري الغني بـ «التيلوريوم» ونسبة مهمة من «الذهب الأسود» .

أما إسبانيا، فقد لوحت بأن جبل “تروبيك” في مياه المغرب الجنوبية ليس ملكا للمغرب، و تسعى بكل ما أوتيت من قوة لجعل المنطقة التي يتواجد فيها الجبل تكون من نصيب جزر الكناري، رغم أن الموقع البحري للجبل عمليا واقع داخل مياه المغرب.

في حين أن تركيا، اعتمدت طرقا غير شرعية لاكتشاف ما تكتنزه مياه المغرب الجنوبية من معدن “الكوبالت”، إذ أوقفت البحرية الملكية المغربية المغربية بحر هذا الأسبوع سفينة صيد دولية غير مرخص لها وهي صينية بطاقم كله من جنسية تركية.

أما ألمانيا فقد اعتمدت مواقف معادية لقضية الصحراء المغربية في الاتحاد الأوروبي و مجلس الأمن بعدما شاهدت التقارب الأمريكي المغربي و دعم الولايات المتحدة لمغربية الصحراء، و ما يعنيه ذلك (من وجهة نظرها) من وضع واشنطن يدها على كنوز المغرب في باطن مياهه الجنوبية.
وبخصوص الصين، فقد بدأت بيكين بجمع التقارير و شرعت في إرسال بعثات تحت ستار رجال أعمال و غرف تجارية صينية إلى مدينتي العيون و الداخلة و التقاط صور بالعلم المغربي.

وتفيد تقارير، بأن بركان “تروبيك” الموجود على عمق 1000 متر تحت سطح البحر، جنوب جزر الكناري، يحتضن ثروات ضخمة، واحتياطيات هائلة من المعادن والغازات والثروات الطبيعية.

ومن أبرز تلك الثروات التيلوريوم والكوبالت والنيكل والرصاص والفاناديوم والليثيوم، وهي عناصر تستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية واللوائح الشمسية والهواتف الذكية.

وتُقدر احتياطيات جبل “تروبيك” من “التيلوريوم” بنحو 10% من الاحتياطي العالمي، في حين يحتوي على مخزون ضخم من “الكوبالت” يكفي لتصنيع أكثر من 270 مليون سيارة كهربائية، وهو ما يمثل 54 ضعف ما تمتلكه جميع دول العالم من هذا النوع من السيارات الحديثة والصديقة للبيئة.

جدير بالذكر أن جبل “تروبيك” يقع تحت الماء، على بعد حوالي 250 ميلاً بحرياً، جنوب غرب جزيرة “هييرو”، بما يعني أنه يقع خارج المياه الخاضعة للسيادة الإسبانية بحوالي 50 ميلاً، أقرب إلى الفضاء البحري للجنوب المغربي، وتحديدا منطقة الصحراء المغربية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى