علي أعراس: الوجه الآخر للعملة الواحدة

المحرر الرباط

 

عندما نتحدث عن محمد حاجب و علي أعراس، فإننا نسلط الاضواء على وجهين لعملة واحدة، ليست بالوحيدة في بورصة الارهاب الدولي، و عندما نضع الرجلين على كفتي ميزان، فالبكاد تميل واحدة على الاخرى، لأننا أمام شخصين من نفس الطينة لا اختلاف بينهما الا في الخدمات التي قدماها للمتطرفين المتعطشين لسفك دماء الابرياء.

فالاول كان يمثل دعامة لاستقطاب الناس الى التنظيم الارهابي القاعدة، و ظل يتنقل من دولة الى أخرى من أجل إقناع الناس بالانضمام الى هذا التنظيم، و كأنه يقود حملة انتخابية، أما الثاني فاستغل خبرته في تهريب المخدرات، و حاول ادخال اسلحة متورطة الى المغرب لصالح جماعة كانت تعتزم القيام بعمليات ارهابية.

ما يهمنا في هذا المقال هو علي أعراس، الرجل الذي راكم ثروة ضخمة من خلال نشاطه في التهريب الدولي للمخدرات، قبل أن يسقط في قبضة الامن المغربي، بعدما دفعه الجشع و الطمع الى التفكير في ضخ مزيد من الملايير في حساباته البنكية، من خلال ضم عمليات الاتجار في الاسلحة لصالح التنظيمات الارهابية، الى نشاطاته المرتبطة اساسا بالتهريب.

بعد القاء القبض على أعراس، اعترف بجميع التهم الموجهة اليه خلال التحقيق، بل و أنه أدلى بكم كبير من المعلومات التي كانت غائبة عن المحققين، لكنه و بعد تقديمه الى النيابة العامة، و بعدما استغل حقوقه في التخابر مع محاميه و مع امتداداته خارج الوطن، تأكد من أن اعترافاته ستكون سببا مباشرا في مكوثه في السجن لسنوات طوال، لأن القانون المغربي لا يتساهل في كل ما يتعلق بالارهاب و التطرف، و حتى المجتمع المغربي لا يتعاطف مع المتورطين في مثل هذه القضايا.

و كي يتراجع أعراس عن اعترافاته في محاضر الشرطة، جاءه الوحي من بلجيكا، و تلقى دروسا عبر الهاتف تعلم من خلالها كيفية ادعاء تعرضه للتعذيب، فاستغل الفرصة و قام بتصوير مسرحية كان بطلها الوحيد و ذلك بعدما تعمد طلاء جسده بمواد تستغل لنفس الغرض، بعدها دخل في خطوة جديدة الهدف منها هو ابتزاز الدولة المغربية، ليضطر بعد ثلاث سنوات الى نشر الشريط بعدما فشل في عملية الابتزاز التي قادها نشطاء اروبيون تقف وراءهم شقيقته.

قد تسجل حالات تعذيب معزولة، في أي سجن من سجون المملكة، و قد يقدم موظف على الاعتداء على سجين هنا أو هناك، لكن نؤكد و نحن متأكدون، على أن علي عراس كاذب، و لدينا الدليل القاطع على ما نقول، و لكم أن تعودوا الى تصريحات الصحفي حميد مهداوي حول ظروف الاعتقال تحت عقوبة الزنزانة الانفرادية أو الكاشو، حتى تتأكدوا بدوركم أن سي أعراس كان يكذب، و أن مكان التقاط الفيديو لم يكن الكاشو، و نحن نعتقد أنه صُوِر في قاعة الاستحمام، أو في زاوية معزولة داخل زنزانته… لماذا؟

أولا، يستحيل لسجين يقضي عقوبة الكاشو أن يلتقي بسجناء داخل الزنزانة الانفرادية، أو حتى داخل ساحة الفسحة، لأن ادارة المؤسسة تعزله بشكل تام عن محيطه، و هو ما يدفعنا الى التساؤل عن الكيفية التي تمكن من خلالها سجين آخر الوصول الى زنازنة أعراس الانفرادية و تصويره.

ثانيا: الزنزانة الانفرادية، تكون صغيرة الحجم، ما يدفعنا الى التساؤل عن المكان الذي وضع فيه المعني بالامر الملابس التي خلعها قبل الشروع في تصوير الفيديو، أما إذا كان الشريط قد التقط أثناء تعرضه للتعذيب المزعوم، فهنا يمكننا أن نصدق هذا الامر.

ثالثا: ما يعزز فرضية التقاط الفيديو داخل قاعة الاستحمام، هو وجود منشفة “فوطة” من الحجم الكبير على الارض، و الواقع هو أن المعاقبين بالزنزانة الانفرادية لا يسمح لهم الا بإدخال أغطية المؤسسة المعروف شكلها و لونها، و التي لم تظهر في الفيديو المتداول.

رابعا: الكاشو، هو عبارة عن زنزانة تتواجد بالقرب من مكتب رئيس الحي، و هو ما يجعل امكانية التصوير فيها شبه مستحيلة، فبالاحرى دخول شخص آخر اليها، كما أن نوافذها تكون صغيرة جدا و على ارتفاع يوازي السقف عكس ما ظهر في الشريط.

ما سبق ذكره يؤكد و بالملموس، على أن الشريط الذي أعيد تداوله مؤخرا، يدخل ضمن سلسلة حاجب شو، التي تم بثها عبر حلقات متفرقة، كان ابطالها حاجب و الشارف و الانفصالي دحاني ثم أعراس و غيرهم، هؤلاء الاشخاص و بينما نبذهم المجتمع و فقدوا الامل في امكانية مغادرة السجن، استغلوا الظروف التي كانت الدول العربية تمر منها بسبب الربيع العربي، فسلكوا طريقا ليست لها نهاية، و نحن هنا لفضح أكاذيبهم…. و به وجب الاعلام و السلام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى