نظام العسكر يدفع الجزائريين الى سرقة بيوت الله “فيديو”

المحرر الرباط

 

تصدر شريط يوثق لسرقة قام بها مواطن وهراني داخل مسجد، الطوندوس الجزائري، و تحول من مجرد فيديو تضمن مشاهد قد تساعد الشرطة على اعتقال الجاني، الى موضوع نقاش، حول الاسباب التي تساهم بشكل مباشر في تفشي الفقر داخل المجتمع الجزائري، و تدفع المواطن المتضرر منها الى ارتكاب جرائم تصل لدرجة انتهاك حرمات بيوت الله.

و أثار الفيديو الذي قيل أنه التقط بإحدى مساجد مدينة وهران، جدلا واسعا على مستوى كبريات الصفحات الجزائرية، مخلفا عشرات الالاف من التعاليق التي يدين بعضها هذه الجريمة، بينما يؤكد معظمها على أن الجوع قد وصل الى مرحلة متقدمة داخل المجتمع الجزائري الذي من المفروض أن يكون من بين الشعوب الافريقية الاكثر رفاهية، لما تزخر به الجزائر من ثروات طبيعية.

و برز على سطح النقاش، إشكالية دعم النظام الجزائري لجبهة البوليساريو، و ما يكلفه ذلك من أموال لا تعد ولا تحصى، يتم ضخها في صناديق المخابرات العسكرية، حيث يت التلاعب بها تحت غطاء ما يسمى “دعم الشعوب في تقرير مصيرها”، بينما في الحقيقة، لم يتم دعم الجزائريين أنفسهم في تقرير مصيرهم الذي لازال مجهولا في انتظار تفشي الفقر و الجوع و البطالة.

و نشر مئات الجزائريون، صورا لامينتو حيدار داخل أفخم فنادق العالم، مؤكدين على أن حقوق المواطن الذي دفع الفقر الى سرقة بيت الله، قد تم انفاقها على جولات و اقامات حيدار بالديار الاوروبية و الامريكية، حيث أن هذه السيدة قد تكلف الدولة الجزائرية ما يزيد عن مليون دولار في جولة واحدة، تقوم خلالها بالسياحة و التبضع و توسيع دائرة معارفها بالخارج، بينما يتكلف فقراء الجزائر بدفع فواتير كل ذلك.

و تساءل هؤلاء، عن المنافع التي تجنيها الجزائر، من وراء دفعها لمليون دولار، مقابل فيديو تقول فيه أمينتو حيدار أن السلطات المغربية قد منعتها من السفر الى اسبانيا، و ماذا حققت الجزائر لشعبها، بعد مرور أربعين سنة على احتضانها للبوليساريو، و ما تخللها من مصاريف و نفقات انتزعت من الشعب الحزائري لفائدة شرذمة من الفاشلين لم يحققوا شيئا طيلة هذه المدة، و ظلوا يقطنون في الخيام بنفس ظروف العيش رغم كل تلك الاموال التي ابتلعوها من هنا و هناك.

و يرى نشطاء جزائريون، أن نظام العسكر في بلادهم، مصاب بمرض ليس علاج، بل و يتطور مع مرور الزمان، و بدل أن يسعى قصر المرادية الى كسب ود المملكة المغربية باعتبارها قوة عظمى على المستوى الافريقي، و قد تشكل حليفا استراتيجيا للجزائر، يعمل هذا الاخير على خلق جو من التنافر بين البلدين و بين الشعبين، كي يرضي جماعة مسلحة من المتوقع جدا أن تخرج خاوية الوفاض من النزاع حول الصحراء، دوليا و اقليميا، خصوصا في ظل الهزائم المتتالية التي لحقت بها منذ عقود.

الشريط المذكور، شكل مادة دسمة، تمخضت عنها مجموعة من النقاشات المتمحورة حول علاقة النظام الجزائري بالبوليساريو، و عواقبه على مستوى عيش الشعب الجزائري، و التخلف الذي تعيشه الجارة الشرقية مقارنة مع باقي الدول الافريقية، بل و أن بعض الجزائريين استعمله كأداة لمقارنة الجزائريين بالمغاربة، و توضيح ما يمكن أن يتسبب فيه سوء اختيار الحلفاء، و المراهنة على الحصان الخاسر، في عصر العولمة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى