عندما يتحول “البوز” و “الادسنس” الى ظواهر تشجع على الفوضى “هشام ملولي نموذجا”

المحرر الرباط

 

صحيح أن انشاء قناة على موقع يوتوب و ربطها بحساب اشهاري، قد يدر على صاحبها مبالغ محترمة كلما كان عدد المشاهدات أكبر، بل و أن العديد من الاسر تعيش على مداخيل الاشهارات التي يوفرها الموقع، غير أن البحث عن رفع قيمة هذه المداخيل و تحقيق البوز، قد عجل بظهور مجموعة من الشوائب التي تفترض تحركا فوريا من قبل الجهات المعنية.

الدخل المالي الذي توفره اشهارات اليوتوب، تمخض عنه تهافت من له دراية بعالم الادسنس و من ليس له علم به، حتى أضحى موقع يوتوب، عالما افتراضيا يجسد مجتمعا قائما بذاته، و يجمع بين الصالح و الطالح، فتناسلت القنوات حتى أضحت تعد بالاف المنابر التي تنشر فيديوهات بشكل متسارع، كل حسب المجال الذي ينشط فيه، و كل حسب الطريقة التي يراها مربحة أكثر.

لا شك أن انتهازيي اليوتوب من دعاة الفتنة و التحريض على النظام العام، هم من يشكلون الخطر الداهم على الامن القومي للبلد، خصوصا و أن من اختاروا المشي في هذا الطريق، يفضلون أموال اليوتوب و الدعم الخارجي على وطنهم، و يسعون الى تحطيم مجتمع بأكمله فقط من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية، لكن بالموازاة مع دلك هناك فئة أخرى تشكل بدورها خطرا يحتاج التدخل العاجل لوقف النزيف.

منذ مدة فصيرة، طفت على سطح مواقع التواصل الاجتماعي، ظاهرة يتخللها العنف، و المواجهات الرياضية خارج المؤسسات، و يغلب عليها طابع الفوضى، بدأت بالتحديات التي يطلقها بعض مغنو الراب، الذين تشكل بعضهم في عصابات أصبحت تهدد المواطنين و حتى رجال الامن بشكل واضح و صريح، و هاهو امتدادها وصل الى فئة الرياضيين الذين أصبحوا يتبادلون التحديات على الانترنيت و ينهونها بمواجهات موثقة على ارض الواقع.

و قد يكون الشرطي السابق هشام ملولي، واحد من بين عشرات الاشخاص الذين يطغى العنف على المحتوى الذي ينشره، و الذي يبتدئ بتبادل الكلام النابي و التهديدات على فايسبوك و ينتهي بمواجهات دموية بينه و بين من يعلنون عن تحديه، و تعج صفحات الفايسبوك بعشرات الفيديوهات التي يهدد من خلالها الملولي بالاعتداء على اشخاص سبق و أن عرضوه للسيب و الشتم، أو اختلفوا معه في الرأي.

و مهما كانت خطورة الاعتداءات اللفظية التي تعرض لها الملولي، فالقانون لا يخول له تهديد أصحابها، و دعوتهم الى مواجهات على ارض الواقع، لأن هناك مؤسسات تسهر على حفظ الامن و قادرة على تطبيق القانون، و ربما هشام الملولي هو اول من يجب أن يتصرف وفق الضوابط القانونية لأنه كان شرطيا و على اطلاع أكثر من غيره بالقانون الذي يمنع نشر العنف بأي وسيلة من الوسائل.

الاموال التي تذرها فيديوهات العنف على الملولي، جعلته يتمادى في الخطيئة، لدرجة أنه انتقل الى اكادير من أجل مواجهة شخص يدعى نزار، و تمت بالفعل تلك المواجهة على مستوى شاطئ تاغازوت، حيث تداول الفايسبوكيون مقاطع فيديو لها، و كأننا في غابة لا مؤسسات أمنية فيها، ولا جامعات رياضية تؤطر مثل هذه النزالات، الشيء الذي قد يشجع على ظهور موجة جديدة من العنف ان ام تتدخل الجهات المعنية لايقاف الملولي و أمثاله عند حدهم.

هذه الظاهرة تعرف انتشارا مهولا على الانترنيت المغربي، و تركيزنا على هشام ملولي، نابع من اقتناعنا بأن الرجل قد تمادى فعلا في ممارسة العنترية و الاباهي بعضلاته على الشبكة العنكبوتية، و لأن معظم متابعيه قد عرفوه كشرطي سابق، فان ظهوره بتلك الطرق قد ينعكس سلبا على جهاز الشرطة الذي لا تجمعه أية علاقة بهذا الشخص، و لكم ان تتأكدوا بأن المغاربة كلما نطقوا اسم هشام ملولي إلا و قرنوه بصفة الشرطي السابق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى