محمد سالم ولد الجماني: الرجل الذي كشف عن هوان بين العنكبوت

المحرر العيون

 

لايزال انفجار السابع من أكتوبر، يدوي في اذان مئات الاستقلاليين و المدافعين عنهم، منذ أن أعلنت ولاية العيون عن فوز ثلاثة مرشحين بمقعد لكل واحد منهم، في وقت كان ينتظر فيه هؤلاء الاستقلاليون فوز كبيرهم بالمقاعد الثلاث كما سبق و أن وعدهم في الحملة الانتخابية.

 

انفجار الانتخابات في مدينة العيون، اماط اللثام عن مجموعة من الاشياء، و ساهم في الكشف عن هوان بيت العنكبوت، الذي لطالما اعتبره المواطنون امبراطورية صعبة الانهيار، و هم من تأكدوا اليوم أن حمدي ولد الرشيد و لولا الالطاف الالاهية، لما استطاع أن يحل في المرتبة الاولى اليوم.

 

من خلال نتائج الانتخابات في العيون “المدينة”، يتضح أن ولد الرشيد قد فقد الكثير من شعبيته، و أنه لم يتحصل على أصوات بالحجم الذي تحصل عليه ولد الجماني، الذي تفوق في المدينة، و أكد للمغاربة أن منطق الممثل الوحيد للمواطنين، لا اساس له من الصحة، و أن الصحراء و كغيرها من ربوع المملكة، ستختار الافضل و ليس الاقوى.

 

حمدي ولد الرشيد، و لولا الاصوات التي تحصل عليها رفاقه في جماعتي “المرسى” و “الدشيرة”، لما حل الاول في الانتخابات الماضية، و هو ما يؤكد على تراجع شعبية هذا الرجل، على أن محمد سالم ولد الجماني، الذي قرر الالتحاق بالسياسة مؤخرا، يحظى بشعبية تفوق شعبية ولد الرشيد في مدينة العيون.

 

محمد سالم ولد الجماني، و من خلال ما تحصل عليه خلال هذه الانتخابات، اثبت للدولة قبل غيرها، أن الامور لم تعد تحسم بمنطق “النخبة التقليدية”، و أن الساكنة المحلية في العيون، بدأت تتخلص شيئا فشيئا من التبعية لاشخاص لطالما أظهروا الاصلاح بجزئ بسيط من الاموال التي تضخها الدولة في العيون، بينما يوزع الباقي على شركات الحراسة الخاصة، و أموال تصرف بشكل مباشر من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة المواطنين لضمان ولائهم السياسي.

 

و تعتبر النتيجة التي تحصل عليها ولد الجماني، بمثابة فاكهة يجنيها هذا الرجل، بعد سنوات من الانفتاح على المواطنين، و فعل الخير، بعيدا أن الحسابات السياسية، و شراء المواطنين بأموال الدولة، كما تضرب في الصميم الادعاءات التي كالها له عدد من الاشخاص و الجهات، بخصوص انحيازه للانفصاليين بالعيون، و هم أول من قاطع هذه الانتخابات.

 

نتائج مدينة العيون، ليست سوى قرصة أذن لكل من يهمه الامر، و لكل شخص تاثر بخطاب صاحبنا بالبرلمان، حينما طالب الدولة بربع مبلغ المشروع التنموي “كاش”، حتى يتمكن من استقطاب الانفصاليين و اعادتهم الى أرض الوطن، فلتعلموا أن المواطن لا يمثله اي كان في الصحراء، و لتغير الدولة سياستها في التعامل مع المواطنين.

زر الذهاب إلى الأعلى