عزيز أخنوش: رجل يقول ما لا يفعل

المحرر الرباط

 

انتقذ عزيز أخنوش، خلال كلمة ألقاها قبل أيام، الحكومة التي كان مساهما مباشرا في تشكيلها، بسبب النظام الضريبي الجديد، و حاول عبر خطاب سياسي بائد أن يظهر تضامنه مع التجار المعارضين لهذا النظام، مستهدفا حزب العدالة و التنمية و محملا إياه المسؤولية في ذلك.

 

أخنوش الذي روى جزءا بسيطا من تفاصيل توليه لوزارة المالية بالنيابة لمدة شهرين، و التي أكدت بعض وسائل الاعلام أنه استغلها لتأمين مشاريعه النفطية بالملايير، انتقد غياب التشاور مع المعنيين قبل طرح القوانين و مناقشتها تحت قبة البرلمان، و حاول أن يمرر للرأي العام رسائل مبطنة، مضمونها أنها حزب المصباح يفرض قوانينه على المواطن دون ان يستشيره.

 

كلام عزيز أخنوش بخصوص ما سبق ذكره يميل الى حد كبير نحو الصواب، و لا يمكننا أن ننكر بأن الاسلاميين في المغرب، يعكسون الدكتاتورية في أبهى حللها، و لو لم يكن في البلاد مخزن يحميها، لكان مصيرنا الجلد و القصاص في الشارع العام، لكن هل يفعل أخنوش ما يقول؟ و هل يلتزم بما ينتقد به خصومه السياسيون؟ سؤال يحتاج الى كثير من التمعن، من أجل الاجابة عليه.

 

عندما قام عزيز أخنوش بتعيين صديقه على رأس المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، رغم أن تخصصه هو اللغة الانجليزية، هل استشار مع المهنيين؟ و هل فكر في أن اعفاء مهندسة متخصصة في الميدان لاجل ذلك يعتبر جريمة؟ و هو ما يجني القطاع ثماره بعد الخمول الذيريعيش على وقعه قطاع الاستشارة الفلاحية، حيث قررت الفتنة أن تصحو من نومها، و أن تتسبب في حالة فوضى في اوساط المستخدمين بينما يقتني السيد المدير العام سيارة أودي فارهة بترقيم عادي، ليتنقل على متنها بكل أريحية.

 

عندما قرر أخنوش العمل بالصناديق اليلاستيكية على متن القوارب، هل استشار مع المهنيين؟ و لماذا تمسك بشركة رغم أن الجماني استقدم شركة اسبانية قدمت منتوجا أكثر جودة؟ لكن الوزير تمسك بالشركة المغربية، و تحدى المهنيين في الجنوب، ما تسبب آنذاك في حالة احتقان عاشتها مصالح الوزارة بالجنوب مع الجهات المنتخبة.

 

عندما تتكلف مصالح وزارة الصيد بتوزيع رخص الصيد في اعالي البحار، و توزع الكوطات يمينا و شمالا، هل يتشاور أخنوش مع المهنيين في ذلك؟  و عندما يقوم مكتب امينة فيكيكي بتغيير شركة المناولة ببوجدور، بشركة تابعة لحزب الاستقلال، و التي تقوم مباشرة بخفض رواتب المستخدمين و يتحول الميناء الى حالة كارثية، هل تم التشاور مع الناس قبل اتخاد هذه الخطوة؟

 

اسئلة كثيرة لا تعد ولا تحصى، لابد من طرحها على سي عزيز، من أجل الوقوف على التشاور في قاموسه حتى يهاجم به غيره، لكن يقيننا من نتائح الانتخابات المقبلة، تجعلنا نلتزم بالصمت في انتظار أن يعرف كل حجمه الحقيقي، و أن يتيقن كل من مصداقيته عند الشعب، و ليس عند من يأكل الغلة. 

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد