خاشقجيون في زمن التطور

عادل قرموطي

 

تطور الانسان عبر الزمن و تطورت معه الطبيعة و تضاعفت حاحياته لمواكبة ظروف العيش و متطلبات الحياة التي لم تعد بتلك البساطة التي كانت عليها قبل مئات السنين. 

 

و بينما تتقدم الحضارات و الاجناس البشرية عبر مختلف بقاع العالم، لاتزال فئة من البشر القاطنة بشبه الجزيرة العربية، قابعة في القوقعة التي تجعل البشرية تنظر اليها من فوق كحديقة للحيوانات لا تريد أن ترقى بنفسها و ترفض التحرر من عقلية السيوف. 

 

التجربة الاعلامية الوحيدة التي استطاع العرب أن يفرضوها على العالم، تتمثل في قناة الجزيرة و وليدتها في الرياضة، التي تمكنت من أن تسيطر على الساحة الكروية و أن تفرض نفسها ككيان اعلامي مستقل، يتقدم كبريات القنوات العالمية بلباس عربي. 

 

التجربة التي جعلت العرب و لأول مرة يتقدمون في إحدى المجالات، يحاربها عرب من بني الجلدة، و يقرصنون حقوقها تصفية لحسابات سياسية ضيقة، في مشهد يكشف حقيقة الحديقة التي لازال بعض البشر متمسكون بالعيش فيها، و مستوى الانحطاط عند هؤلاء الاشخاص.

 

العالم تطور لدرجة أن الناس فيه باتوا مندهشون من أساليب حروب ما قبل الاسلام التي تنهجها بعض الدول، التي وصلت بها الوقاحة لدرجة المطالبة بمسح دولة قطر من الخريطة، عبر رسوم متحركة من المفروض أنها موجهة للجيل الناشئ الذي يفترض أن يربى على السلام و التسامح.

 

خاشقجيون لم يتخلصوا من التعصب و القبلية، يعيشون في عالم متطور، و بامكانيات نفطية هائلة، لا يمكن أن يكونوا سوى مصدر دمار للبشرية، و كأنك تمسك بقنبلة نوية و تضعها بين يدي مجنون لا يعي ماذا يفعل، و الطامة الكبرى هو عندما يلتقي المجنون بمن هو أجن منه “ترامب”.

 

قرصنة حقوق قنوات بي ان سبورت، ليس سوى مجرد مثال بسيط على مستوى الانحطاط الذي تعيشه بعض الدول الرجعية، التي لا تفرق بين حربها السياسية، و ما يجب أن تكون عليه الرياضة من أخلاق بعيدة كل البعد عن السياسة و خبثها، ولا بين الحكومة القطرية و الشعب القطري الذي طالبت بمسحه من الخريطة. 

 

و قد لا يكون هذا التصرف المشين انتقاما من دولة قطر، بقدر ما هو منظار بتقنية تقريب جد عالية، تجعل العالم بأسره يشاهد عورة الخاشقجيين، و يزيد يقينا من أن المكان الطبيعي لهؤلاء هي غابات الميسيسيبي، بعيدا عن البشرية الغير قابلة للتخريب. 

زر الذهاب إلى الأعلى