هل ل “أبي منشار” علاقة بعملية مراكش؟

عادل قرموطي

 

قد لا يختلف معي الكثيرون حول تفسير عدم تبني جماعة داعش لعملية مراكش الارهابية، و التي يستبعد وقوفها وراء مقتل السائحتين الاجنبيتين، و تثار أكثر من علامة استفهام، بخصوص الجهات التي تقف وراء هذا العمل الارهابي خصوصا في ظل بعض التطورات التي عاشت على وقعها العلاقات المغربية على المستوى الدولي.

 

و قد يكون تصريح الناطق باسم المؤسسة الامنية لوسائل الاعلام، مناسبة لاعادة التفكير في الجهات التي قد تقف وراء الحادث، خصوصا و أن الحاج سابيك، أكد على أن المتورطين فيها لم تكن لهم اتصالات بالخارج، و لم يكن ضمنهم أي عائد من بؤر القتال، ما يستبعد فرضية تورط داعش في القضية، و هي الجماعة التي لا تتردد في تبني هجوماتها الارهابية بافتخار.

 

نستحضر العديد من المستجدات التي تابعناها خلال الآونة الاخيرة، و دعوة المملكة المغربية للجزائر من أجل الانخراط في حوار جاد و هادف من أجل تجاوز المشاكل الاقليمية و القارية التي يتسبب فيها الخلاف المغربي الجزائري، ما وضع الاخيرة في حرج كبير أمام المنتظم الدولي، و الذي قد يجعلها تفكر في اختلاق أي مشكل من أجل التهرب من تهدئة الاوضاع، و البحث عن اسباب تعزز موقفها الرافض للبادرة المغربية، التي عكست حسن النية و وضعت جيراننا الشرقيين في حرج دولي كبير.

 

المبادرة المغربية، أعقبتها زيارة لأحد الامراء المتورطين في جريمة قتل لازال الرأي العام الدولي يتداولها منذ اشهر، و هو نفس الامير الذي اعتذر المغرب عن استقباله من طرف الملك محمد السادس، بدعوى البروتوكول، ما تسبب له في حرج كبير جعله يلغي زيارته، و هو نفس الشخص الذي من غير المستبعد أن يفكر في الانتقام، طالما أن حالته النفسية تجعله عدوانيا حسب العديد من المصادر الاعلامية، خصوصا في ظل غياب من يردعه في بلده، بسبب الديكتاتورية التي تجعله حاكما سرمديا لا يمكن الاختلاف حول قراراته.

 

و عندما نتحدث عن مراكش، فإننا بصدد الحديث عن معقل الفكر الديني المستورد من بلاد “أبي منشار”، حيث يرابط أحد الاشخاص الاكثر ولاءا للخليج من بلاده، و هناك يسهر على تسيير دور قرآن تمولها بلاد المنشار، و تهدف من خلالها الى التغلغل في المغرب بأكمله، و هو ما يضع هذه الدور تحت المجهر، و يلزم الجهات الامنية بالتدقيق في علاقاتها الداخلية و الخارجية، خصوصا و أن فيديو متداول من داخله، يظهر شخصية سياسية تتحدث بمنطق المدافعين عن قتلة السائحتين قبل تنفيذهم للجريمة.

 

فأن يجلس ايو منشار على طاولة أعداء الوطن أياما قليلة بعد اعتذار المغرب عن استقباله له، و أن تُنفذ العملية اياما قليلة بعد ذلك، في جهة كانت أول وجهة للارهاب في المغرب، عبر عملية تسببت في اغلاق الحدود بين المغرب و الجزائر قبل عقود، فإن الامر يحتاج فعلا الى تدقيق، و اعادة نظر، خصوصا عندما نعلم بأن داعش، قد باتت محاصرة في المغرب، و لا يمكنها تنفيذ اي عملية من عملياتها الارهابية….. وجهة نظر فقط لا غير

زر الذهاب إلى الأعلى