مصطفى الرميد ينسخ خطاب التطرف على ورقة العدالة و التنمية

و عادل قرموطي

 

هل تعلمون أننا قد دخلنا التاريخ بأول وزير لحقوق الانسان في العالم، يتبنى خطابا متطرفا، يتحدث من خلاله بمرجع ديني محض، في وقت يقتضي أن يكون الناشط الحقوقي منفتحا على الانسان مهما كانت توجهاته السياسية أو الدينية، و مهما كانت انتماءاته العرقية أو الطبقية.

 

وزير حقوق الانسان في بلادنا، ظهر في شريط فيديو التقط لكلمة القاها في حضرة الشيخ المغراوي، و هو يؤكد على أن الوافدين لمدينة مراكش، يقصدونها لمعصية الله، في خطاب شبيه بدلك الذي تم على اثره اعتقال شخص أشاد بالارهاب، و في مشهد يعكس قمة الاحتقار للمدينة الحمراء و لساكنتها.

 

و عندما يصف وزير الحقوق، الوافدين على مراكش بالباحثين عن معصية الله تعالى، فإن الامر قد تجاوز مبادئ الحقوق و مقوماتها الكونية، و تحول الى تأكيد و تزكية للخطاب المتطرف الذي يستغله بيادق البغدادي في تنفيذ عملياتهم الارهابية، و التي تعتمد بالاساس على التبرير بنفس الطريقة من أجل اضفاء المصداقية على مصداقية ما يدعون.

 

و نحن نتابع خطاب مصطفى الرميد اليوم، نزيد يقينا من أن حميد شباط كان على صواب عندما وجه اتهاماته لحزب العدالة و التنمية، و ربط الايديولوجية التي يتبناها بتلك التي يعتمد عليها داعش في تبرير اعماله الاجرامية، بل و أن الاستماتة في الدفاع عن حامي الدين و مهاجمة القضاء لاجل ذلك يؤكد على أن في الامر ما فيه، و أن التركيبة السياسية في بلادنا ليست على ما يرام.

 

تصريحات الرميد، لا تليق بتاتا بمسؤول حكومي عن حقوق الانسان، بقدر ما تعكس سوء اختيار الاشخاص و اعطاء ما لا نملك لمن لا يريد، و هو امر طبيعي في ظل الشعبوية التي بات المشهد السياسي يعيش على وقعها منذ أن ابتلانا الله بربيع عربي، انتهى بنا في شباك التطرف و المتطرفين.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى