المشروع الاستثماري لشركة “بوينغ”: المغرب يجني ثمار المجهودات الملكية في جميع المجالات

المحرر الرباط

 

ترأس الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء بالقصر الملكي بطنجة، حفل التوقيع على بروتوكول اتفاق يهم إحداث منظومة صناعية لمجموعة “بوينغ” بالمغرب، المشروع المهيكل الذي سيمكن قطاع صناعة الطيران بالمغرب من تحسين تموقعه بشكل أفضل على الصعيد العالمي… “و م ع”.

 

و من خلال قرار الشركة العالمية “بوينغ”، الاستثمار المغرب، يتضح جليا أن المغرب مستمر في حصد ثمار المجهودات الملكية من اجل النهوض بالمملكة على مستوى جميع المجالات، و خصوصا المجال الامني الذي يعتبر اساس كل دراسة تجريها كبريات الشركات قبل اتخادها لقرار الاستثمار في اية دولة.

 

مشروع الشركة العالمية “بوينغ”، من شأنه أن يساهم بشكل كبير في الرفع من المستوى الاقتصادي و الاجتماعي للمغرب، و ذلك من خلال عدد منصاب الشغل “8000 منصب” التي سيوفرها، و رقم المعاملات التي ينتظر ان يتجاوز المليار دولار سنويا”، ما سيساهم في انعاش الاقتصاد الوطني بشكل مباشر و ملحوظ.

 

و رغم الظروف الصعبة التي تمر منها المنطقة، و كذا ظرفية الانتخابات التشريعية التي ستستمر الى غاية السابع من اكتوبر، الا أن شركة بوينغ، قررت التوقيع على اتفاقية المشروع، ما يفيد بالثقة التي يحضها المغرب لدى الشركات العملاقة، و كذا تأكد القائمين على هذه المؤسسات من ان المغرب و مهما تغيرت الظروف و المستجدات سيبقى بلدا مستقرا بفضل قيادته العليا و مصالحه الامنية بمختلف تلاوينها.

 

ولعل ما يمكن أن نستخلصه من قرار شركة “بوينغ” ضخ جزء كبير من راسمالها في الاستثمار بالمغرب، هو الثقة التي تحظى بها بلادنا كسوق للاستثمار مضمون الارباح و الاستقرار، تتوفر على مؤسسات توافقية، تعمل كخلية نحل من اجل توفير الظروف الملائمة للمستثمرين و الشركات الكبرى، و تعمل على المحافظة على استثماراتهم و حسن استمراريتها.

 

و ان كانت شركة “بوينغ” ليست الشركة العملاقة الوحيدة التي اختارت أن تستثمر في المغرب، حيث أن بلادنا أصبحت تعتبر حيا صناعيا دوليا، يحتضن مصانع كبريات الشركات الدولية، فان ذلك راجع بالاساس، الى يقين المستثمرين، الى أن المغرب و بفضل نظامه الملكي، الذي يعتبر الضامن للاستقرار و الامن، من شأنه أن يفي بوعوده بخصوص الحفاظ على ممتلكاتها، ما يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها المغرب، في التفكيرات المستقبلية للمستثمرين.

 

و يجسد اختيار شركة بوينغ “الشركة الاكثر صرامة في اختيار أماكن استثماراتها” للمغرب، التميز الذي يحظى به المغرب على المستوى الاقليمي، و تفوقه في التقدم في جميع المستويات “السياسية المؤسساتية الاقتصادية و الاجتماعية…”، من خلال تبنيه لسياية ملكية ساهمت بشكل واضح في تحسين صورته كبلد امن و أمان، و تركت انطباعا غير مسبوق عن المنهج الديني المعتدل الذي يمتاز به المجتمع.

 

استثمار شركة بوينغ في المغرب، و بهذا الحجم الكبير، رغم اقباله على تحول سياسي حيث يعيش على وقع حملة انتخابية، يؤكد على أن المستثمرين يرون في المغرب بلد أمن و استقرار عكس عدد من دول المنطقة، كما أنهم متأكدون من أن الملكية في بلادنا هي الضامن الوحيد للاستقرار، خحصوصا و ان جلالة الملك يسهر شخصيا على تتبع الاجندة الاستراتيجية وفق الاهداف المسطرة.

 

و من خلال كرونولوجيا الاتفاقيات التي وقعها المغرب مع عدد من الدول و المناطق الاقتصادية، يتضح أن بلادنا قد بلغت ما يكفي من النضج الاقتصادي، من اجل جني ثمار المجهودات الملكية في هذا الصدد، من خلال الاستفادة الاقتصادية من كل تلك الاتفاقيات و تحديدا تلك المتعلقة بالمناطق الحرة، خصوصا و ان المغرب عمل منذ البداية على تنويع شراكاته الاستراتيجية بما يتوافق و مبادئ العولمة التي لا تقف على اية حدود.

 

ما يجنيه المغرب اليوم من شراكات و اتفاقيات، تميزه عن باقي دول المنطقة، ليست سوى ترجمة للسياسة الملكية التي خاضها الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش العلوي المجيد، و ذلك من خلال مجهوداته لتعزيز البنيات التحتية لبلادنا، و ـاهيلها لأن تكون موطأ قدم للاشتثمارات الضخمة، و هو ما مكن المملكة من فرض نفسها كمحل ثقة لدى المستثمرين رغم تعاقب الحكومات على تسيير شؤون الوطن.

 

و لم تسلم التجرية الملكية التي تحولت الى مرجع لدى العديد من قادة الدولة، في بدايتها من انتقاذات و هجومات من طرف مجموعة من الجهات، التي تبين اليوم أنها لم تكن في يوم من الايام على صوابن و ان انتقاذاتها لم تكن في يوم بناءة تنصب في مصلحة الوطن، بقدر ما كانت هدامت تهدف الى عرقلة تقدم المغرب، و الوقوف في وجه حتى لا يتحسن مستوى مواطنيه فيتحول الى دولة يهاجر اليها الافارقة بحثا عن مناصب العمل، و هو ما يقع اليوم  و يتابعه الملايين.

 

من جهة اخرى، فان اهتمام الملك محمد السادس بضرورة التكوين المهني، منذ خطابه المعروف، الذي اعتبر انذاك بمثابة تحفيز لغير الحاصلين على الباكالوريا بان المستقبل لا ينحصر في هذه الشهادة، شجع بشكل كبير على خلق موارد بشرية ذات تكوين، رهن اشارة المستثمرين، و الفاعلين الدوليين، الذين سيستفيدون من يد عاملة ذات تكوين في مجالات اختصاصاتهم، و سيفيدونها بالانفتاح على مهن اخرى من شأنها ان تطور قدراتهم و أن تجعلهم فاعلين اساسيين في سوق العمل.

 

و في الختام، لا يمكن لأي شخص يعتبر المغرب قد اصبح اليوم محل ثقة لدى كبريات الشركات كبوينغ و رونو و غيرهما، أن يتجاهل الدور الكبير و المحورين الذي لعبه جنود الخفاء، حماة الوطن، من اجل الحفاظ على امن و استقرار البلد و وقاية البلاد و العباد و ممتلكاتهم شر الارهاب و التطرف الذي يضربها في بلدان اخرى، حيث ان اسود الادارة العامة للامن الوطني و مصالحها الموازية، و غيرها من الاجهزة، قد ساهموا بشكل فعال و متناغم مع سياسة الملك محمد السادس في الحفاظ على امن المغرب و جعله مضرب مثل في الاستقرار .

زر الذهاب إلى الأعلى