هل يسعى مصطفى الرميد الى ترقيع بكارته

عادل قرموطي

 

بعدما انقلب على عبد الاله بنكيران، و سجل موقفا تسبب له في الكثير من الانتقادات خاصة من طرف شبيبة العدالة و التنمية، التي اتهمه عدد من أعضائها بالخيانة، عاد مصطفى الرميد ليطفو على واجهة الاحداث من خلال تصريحاته الغير المسؤولة و المتعلقة بقضية عبد العالي حامي الدين، و تورطه في مقتل الطالب ايت الجيد.

 

و اذا كان مصطفى الرميد، قد انقلب على مواقفه السابقة، بخصوص استقلالية القضاء، و تعمد التغريد خارج السرب، ما اثار غضب قضاة المغرب و معهم الراي العام، فان ذلك لا يعدو ان يكون سوى محاولة للفت الانتباه، و ترويج صورة غير حقيقة عن شخصيته التي ارتمت في احضان المخزن منذ اول يوم وطات فيه قدماه وزارة العدل.

 

تصريحات مصطفى الرميد، تعتبر محاولة لترقيع بكارة افتضت بسبب موقفه من عبد الاله بنكيران، و سعيا وراء استعادة الشعبية التي فقدها، منذ ان تحول الى محسوب على دار المخزن، خصوصا بعدما تبخرت الوعود التي تلقاها نظير تخليه عن مواقفه اتجاه مخطط بنكيران و قبله قضية السلفية الجهادية، و تم ارضاء خاطره بوزارة لا تهش ولا تنش بالمقارنة مع الوزارة التي كان يقودها في السابق.

 

بالمقابل، فقد تكون تصريحات مصطفى الرميد، درسا للمدافعين لدى الدوائر العليا، مفاده أن الجماعة بالنسبة لاخوان المغرب، تشكل اولوية و أهمية تفوق اهمية الوطن، خصوصا و ان الرجل أمضى ولاية و ما يزيد على راس وزارة العدل، و يعي جيدا ما قد تتسبب فيه تصريحاته الغير مسؤولة من متاعب للملكة، على المستوى الدولي، و لدى خصوم الدولة و المتربصين بزلات مسؤوليها.

 

التصريحات التي ادلى بها الوزير المغربي، لا يجب ان تمر مرور الكرام، و لا يمكن أن تكون عابرة يتم تجاهلها بعد حين، خصوصا و ان الرجل قد تمكن بفضل دهائه السياسي من اختراق الدوائر العليا، التي مكنته من ذبح خروف عقيقة أحد الامراء، و جعلته يتسلق المناصب واحدا تلو الاخر ظنا من الجهات المعنية أنه قد وضع فعلا مرجاعات فكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى