هل يمارس حزب العدالة و التنمية سياسة الارض المحروقة؟و أ

المحرر الرباط

 

تفاجأ عدد من متتبعي قضية الطالب المقتول ايت الجيد، باستغراب هرجة حزب العدالة و التنمية على هامش قرار المحكمة القاضي بمتابعة عبد العالي حامي الدين، بالمشاركة في عملية القتل التي نُفذت عندما كان هذا الاخير في الفصيل الطلابي لجماعة العدل و الاحسان.

 

و رغم أن الحزب الذي حاول من خلال بلاغه التأثير على قرار المحكمة حتى لا تطبق العدالة في حق أخيهم، يقود الحكومة، و يعتبر مسؤولا مباشرا على اصلاح منظومة العدالة، الا أن قبادييه و من بينهم الامين العام و رئيس الحكومة، قرروا الطعن بشكل غير مباشر في قرار قاضي التحقيق الذي اقتنع بضلوع حامي الدين في مقتل ايت الجيد.

 

خرجة حزب العدالة و التنمية، لا يمكن اعتبارها سوى ممارسة بائدة لسياسة الارض المحروقة، و رسائل ضمنية موجهة الى القضاء مفادها “نحن و من بعدنا الطوفان”، و ذلك بعدما ظل مصطفى الرميد يتبجح باصلاح القضاء و يدعي مساهمته في ذلك، ليعود حزب الدكتور الخطيب ليعاكس الشعارات التي لطالما رفعها، من خلال تغليب منطق الجماعة على الوطن و العدالة و حتى الدين الدي يدعي الدفاع عنه.

 

بلاغ حزب العدالة و التنمية يمكن اعتباره استكمالا للتصريحات التي سبق لعبد الاله بنكيران و أن ادلى بها قبل مدة، حينما وصف اعتقال حامي الدين بالخط الاحمر، و كأن القانون لا يسري على قياديي حزبه، أو أنهؤلاء يعتبرون انفسهم شعب الله المختار، الذي بامكانه أن يزني و يقتل طالما أنه يواظب على دفع الجزية للجماعة من خلال المساهمات الشهرية التي يضخها البيجيديون في صندوق حزبهم.

 

و إذا كان حزب العدالة و التنمية يعتقد بأن ببلاغاته التهديدية ضد مؤسسات الدولة سيستطيع الافلات من قبضة العدالة فان هناك ملايين المغاربة يطالبون باستقلالية القضاء، و يدعون الى عدم التأثير عليه مهما كانت طبيعة الاشخاص الماثلين أمامه أو انتماءاتهم الحزبية و الاجتماعية، أما أن يهدد اخوان العثماني بسياسة الارض المحروقة، فان النار التي يعتمدون على اشعالها اذا ما تحققت العدالة، لن تحرق سوى حزبهم المحروق اساسا.

 

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد