هل يبتز “الخاشقجيون” المملكة المغربية؟

عادل قرموطي

 

بعدما اعتذر الملك على استقبال ولي العهد السعودي، لاسباب متعلقة بالبروتوكول في بلادنا، دخل الاعلام الموالي للنظام السعودي في خط تحريري جديد، في تعاطيه مع قضية الصحراء، و ذلك في ردة فعل قد تكون ناتجة عن الاعتذار الذي قدمه المغرب بخصوص ما سبق ذكره.

 

صحيفة عكاظ و موقع قناة العربية على الشبكة العنكبوتية، كانتا سباقتين للحرب من خلال تغطيتهما للطاولة المستديرة التي احتضنتها مدينة جنيف السويرية، و التي شارك فيها طرفا النزاع حول الصحراء، حيث استعمل القائمون على تلك التغطية مفردات اعتبرها الكثيرون استفزازية للمغرب.

 

و رغم أن اعتذار المغرب على استقبال ابن سلمان من طرف الملك، متعلق بالبروتوكول، الا أن الاعلام السعودي الموجه من طرف النظام، أصر على استفزاز مشاعر اربعين مليون مغربي، من خلال التلميح الى حرب اعلامية، لا يمكن أن تكون الا انتقامية، لأن أحلام “ولد سليمان”، بحشد دعم لموقفه في قضية خاشقجي، قد تبخرت على مشارف المملكة المغربية.

 

موقف جريدتي عكاظ و العربية الذي لا يمكن أن يصدر الا بأوامر من النظام السعودي، و التعابير التي تم استعمالها في صيغة مقالات حول محادثات جنيف، عزز فرضية انعدام الوفاء لدى “الخاشقجيين”، و اثبت للمغاربة و لصناع القرار في المغرب، أن المستقبل لا يمكن أن يكون بمعية دولة تنكرت لنا سعيا وراء عطف ترامب، في وقت كانت طائراتنا ترابط بمطاراتها في اطار عاصفة كسرها الحوثيون.

 

و من جهة اخرى، فان ما تم استعماله مفردات في نقل الخبر، يعكس المنهجية الجديدة لتعاطي السعوديين مع المغاربة، و يؤكد على أن تعامل بلادنا مع هؤلاء، لابد أن يكون بحدر شديد، خصوصا بعدما عبروا عن موقف مناوئ لحلم المغاربة و العرب، و حشدوا الدعم لامريكا ضد المملكة المغربية، تمكاما كما يفعلون لصالح اسرائيل ضد الفلسطنيين و مقاومتهم الباسلة.

 

ان ما يجب على الجهات المعنية وضع حد له، هو الابتزاز التي مورس على بلادنا من طرف العديد من الدول، التي تعتبر قية الصحراء جرحا غائرا يقلق بال المغرب، و يدا توجعه يمكن مسكه منها، الشيء الذي تحاول مملكة الخاشقجيين اليوم، نهجه عبر اعلامها الذي فقد عذريته منذ أن اصبحت العاهرات محاضرات في العفة.

زر الذهاب إلى الأعلى