“المهرجان الدولي الافريقي للموضة”: أموال المغاربة تهدر باسم الافارقة

المحرر من الداخلة

 

مليارين و نصف المليار خصصت لتنظيم  المهرجان الدولي الافريقي للموضة، في مدة زمنية لن تتجاوز الاربعة أيام، و لن يعود حتما لا بالنفع ولا بالمضرة على الانفتاح المغربي على القارة الافريقية، طالما أن طبيعة الحضور و نوعية الحدث، ليس لهما أي تأثير على المستوى السياسي.

 

قاصرات يتم استغلالهن كعارضات أزياء، خمور تسكب داخل أروقة المهرجان، و مدعوون لا علاقة لهم بمدينة الداخلة، أهم العنوان و أبرزها بهذا الحدث الذي امتص جزءا كبيرا من المال العام، و أماط اللثام عن الاستغلال البشع الذي تتعرض له التوجيهات الملكية المتعلقة بالاستراتيجية الكبرى للدولة.

 

عدد كبير من المتتبعين، يؤكدون على أن المهرجان الدولي الافريقي للموضة، يشكل مهزلة بكل المقاييس، و ذلك بعدما تم تهميش كل ماهو محلي و اقصاء المقاولات المحلية من تدبير بعض المهام، و استحضار شركات من خارج الصحراء في مشهد يضرب في الصميم مبدأ الجهوية الموسعة و يعكس البراكماتية المطلقة في التسيير.

 

حضور بعض المثليين على نفقة ادارة المهرجان، شكل ملاحظة سيئة بالنسبة لعدد من المواطنين، الذين استنكروا بعض الممارسات المشينة علانية و أمام الجميع، الشيء الذي يتعارض  و خصوصيات المنطقة المحافظة، بينما شكل الانحلال الخلقي عنوانا بارزا أثت شوارع المدينة منذ انطلاقة هذا الحدث.

 

و في لقاءات للمحرر ببعض فعاليات المجتمع المدني بالداخلة، أكد هؤلاء على أن المهرجان الذي ينظم تحت ذريعة الموضة، قد خلف استياء الفعاليات بالمدينة، خصوصا في ظل الاقصاء الذي طالهم، و الكيفية التي تم من خلالها توظيف قضية الصحراء التي تهمهم بالدرجة الاولى، لاقامة تظاهرة دون استدعاءهم و لو بشكل رمزي.

 

بعض المواطنين من ساكنة الداخلة، و صفوا المهرجان المذكور بالفاشل، و ذاك بعدما سجل عزوف الساكنة، و عدم اهتمامها به، هذا بالاضافة الى كونه لم يعطي أي قيمة للداخلة، مقارنة مع المليارين و نصف التي التهمها، في وقت تعيش ميزانية الدولة على وقع العجز الذي تجاوز كل الاسقف.

 

و تساءل بعض الذين حاورتهم المحرر، عما إذا كانت البلاد بصفة عامة و مدينة الداخلة بصفة خاصة، في حاجة الى مهرجان تخصص له ميزانية من شأنها أن تشكل كثلة أجور بالنسسبة لعشرات المعطلين الذين يطالبون بعمل يقيهم شر البطالة، حتى يتم توزيع المليارين و نصف دون احتساب ما كلفته الاجراءات الامنية على شركات ستعود الى البيضاء بعد انتهاء هذه البهرجة.

 

بعض المتابعين للمهرجان، أكدوا على أن اقامته بمدينة الداخلة، تعتبر أكبر اهانة للمنطقة التي لاتزال تفتقر لابسط مقومات العيش الكريم، و التي تحتاج الى تنزيل مقومات الحكامة الجيدة و ربط المسؤولية بالمحاسبة، على الاقل من أجل اثبات التنمية التي يدعيها البعض في اروقة المنتظم الدولي، هذا دون الحديث عن المشاكل الاجتماعية التي تتخبط فيها الداخلة.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة