قاطعوا الحج فالصلاة وراء السديس لم تعد بذلك الطعم الذي كانت عليه

المحرر الرباط

 

بينما كان الشيخ السديس يصرح بأن بلاده تقود العالم الى السلام بمعية أمريكا، كان رجال “طال عمرو”، يقودون الصحافي السعودي جمال خاشقجي الى القنصلية من أجل تقطيعه بمنشار، في مشهد مقزز ينم عن السادية في أبهى حللها، و يعيد طرح موضوع الخادمات المغربيات في بلاد الحرمين.

 

الشيخ السديس، لم يكتفي عند الحد في تمسحه بضريح “طال عمرو”، بل استغل منبر الخطبة في الحرم المكي من أجل تمرير خطاب سياسي محض، يمجد من خلاله محمد بن سلمان، و يصف معارضيه بأقبح الاوصاف، في مشهد آخر، يؤكد على أن ال سعود هم المستفيدون من مدخيل الحج، و من خلالهم يستفيد الكفار.

 

لا أظن أن موسم الحج المقبل سيكون له نفس الطعم الذي كان عليه من قبل، و لا أطن أن من سيصلي وراء السديس سيتخشع كما تخشع الذين من قبله، و لا نعتقد أننا سنرى الدموع و التخشع في الصلاة كما ألفنا رؤيتها منذ عقود، بفضل الصوت الحنون الذي يتمتع به السديس.

 

من سيكون راكعا وراء السديس خلال موسم الحج المقبل، لن يفكر في آخرته، بقدر تفكيره في نفاق الرجل و تملقه لال سعود، بل انني متأكد أن من بين الحجيج من سيتساءل عما إذا كانت الصلاة وراء السديس لله أم لطال عمرو، الذي يجني الملايير تحت سترة الكعبة المشرفة، و فوق قبور الصحابة رضوان الله عليهم.

 

لماذا سأدفع الملايين لوكالات الاسفار، كي أذهب للصلاة وراء السديس، و أنا متيقن من أن الرجل يخدم مصالح البشر، و يتمسح بأضرحة الاحياء منهم، و لماذا سأحج و أنا أعلم بأن جزءا من تكاليف الحج سيضخ في صناديق أمريكا لضرب العراق و اليمن و زرع الفتنة في بلادي؟

 

أقاطع الحج و أدعو كل عاقل لبيب أن يقاطعه، ليس كرها في طال عمرو أو انتقاما من تقطيع جثة رجل كان يقول ربي الله، لكن عقابا لال سعود الذين استولوا على أموال المسلمين فأعطوا منها الجزية للكفار كي يستعبدوهم، و احقاقا لقانون المنطق الذي قد يجعلنا نخجل من انفسنا و نحن في ضيافة القتلة بينما يقطع الكفار علاقاتهم بها.

 

و إذا كان عادل الجويير قد أكد على أن جمال خاشقجي قد قتل فوق ارض سعودية، فاننا نقول بأن الحرم المكي أرض لكل المسلمين من العيب أن يخصلوا على فيزا من أجل زيارتها، و أن يدفعوا لطال عمرو حتى يؤدوا الفريضة فيها .

زر الذهاب إلى الأعلى