روائي يتطاول على الرسول الأكرم و يسخر من شعائر المسلمين:سلمان رشدي جديد في الجزائر…؟

عمار قردود المحرر

 

يبدو أن الجزائر اليوم تعيش فعلاً عصر الردة و المرتدين عن الدين الإسلامي،فبعد الإعلامية الملحدة حدة حزام،هاهو الروائي المرتد أمين الزاوي يصف عيد الأضحى بالإستيطان الإسلامي ويقول “أوقفو هذا البدو الإسلامي الذي يهدد مدننا”.
و في خرجة مثيرة تهدف ربما للإحياء بأنه لا يزال موجودًا بين ظهرانين الجزائريين بعد إبتعاده عن الأضواء في الآونة الأخيرة قال “الروائي الإباحي”-صاحب الروايات الجنسية المبتذلة-أمين الزاوي إن أغنام العيد التي تغزو شوارع العاصمة هذه الأيام، استيطان إسلامي رجعي، شوّه شكل المدن ذات الطراز الفرنسي.
و دون أدنى إحترام أو إحراج و بلا حياء راح هذا “المثقف المتأسلم” يتهجمّ على الجزائريين و يسيء لديانتهم الإسلامية بكل وقاحة و فجاجة قلّ نظيرها حينما نشر الخميس الماضي، مقالاً في جريدة “ليبرتي” الناطقة بالفرنسية-لصاحبها رجل الأعمال يسعد ربراب-، عنونه بـ ” من فضلكم أوقفوا هذا البدو الإسلامي الذي يهدد مدننا”-نسخة مرفقة من المقال-، قال فيه إن الجزائريين هم أسوأ أعداء التمدن.قائلاً :” لقد أفسدنا غنائم الحرب ، هذه المدن الاستعمارية الجميلة”.و أي تمدن قصد هذا الزاوي الأجلف،التمدن الفرنسي في تزلّف واضح لكل ما هو فرنسي مصداقًا لمقولة المفكر الراحل مالك بن نبي الذي قال أن بعض الشعوب لديها القابلية للإستعمار و الإستعباد على شاكلة أمين الزاوي…؟.
العرب مدمرون للحضارة…؟
هذا الروائي الجزائري الذي يستحي الإنسان المحترم و السوي من قراءة رواياته “الخليعة” حتى و هو مختلِ بنفسه،فما بالك و هو مع الآخرين،عبّر بكل سخرية فجة و تهكّم مقيت على ما تشهده المدن الجزائرية على غرار المدن العربية و الإسلامية مع اقتراب موعد عيد الأضحى، و وجه أصابع إنتقاداته اللاذعة إلى السلطات الجزائرية التي عجزت-حسب زعمه و هو المثقف المتنوّر- في إنشاء مدينة واحدة شبيهة بمدن فرنسا-الرجل متيّم بحب فرنسا الإستعمارية و منبهر بها-، حيث قال :”أنه لا يعقل أن تكون مدينة ذكية والخراف تغزو شوارعها”،و يبدو أنه لا يعلم أن مفهوم المدينة الذكية لا يتلائم مع وجود “القردة و الخنازير” من أمثاله و أمثال حدة حزام.و ذهب الزاوي إلى أبعد من ذلك، حينما أكد “أن العرب مدمرون للحضارة، لذلك تجدهم يصلون في مسارح الغناء، ويتبعون الأغنام في الشوارع !”.
مقال أمين الزاوي هذا تسبب في إثارة الكثير من الإستياء الممزوج بالسخط الشديد لدى الجزائريين خاصة و العرب و المسلمون عامة لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما من طرف إعلاميين ومثقفين انتقدوا لغة وتعبير الروائي الزاوي الذي كشف عن حقد دفين تجاه الإسلام والمسلمين من خلال ظهور علمانيته التي تحارب الدين ولا تحترم مبادئ العلمانية الحقيقية.
فقد كتبت أمينة اليزيد تقول “أمين زاوي ،دكتور في أدب التهجم على ،العرب والبدو والإسلام ،هاهو يتهجم على الشعيرة الإسلامية ..و يرى أنها عادة بدوية تجعل منظر المدن الفرنسية بشعا ..و يضيف إلى ذلك سخريته من المدن الذكية التي تستحوذ عليها مناظر “الأغنام “..حجم التزلف و قدرته العجيبة عن التخلي على هويته و انتمائه ،تذكرني بالحركى الذين خدموا الكولون الفرنسي و في الأخير ..رموهم مثل الكلاب المتشردة ..هو من الأقلام الحمراء ،و الإباحية …سيتلفظه التاريخ عاجلا أم آجلا…”.
فيما قال “أسامة هويدي”:”امين زاوي … ينتقد أحد شعائر #الإسلام.كل من هب و دب اصبح يرتكب #جريمة في حق الإسلام دون تحرك اي جهة وصية .الصور من غلاف كتابين نشرهما … و كأنه يريد أن يقول ” أنظروا إلي كم انا #مفكر ” .
و هاجم الكاتب وأستاذ الفلسفة إسماعيل مهنانة، منتقدي الزاوي الذين يلومونه ثم “يصطفون لأخذ صورة تذكارية معه في أيام انعقاد معرض الكتاب بالجزائر”، مؤكدا أنه رغم اختلافه معه إلا أنه يشاركه وجهة نظره بخصوص المظاهر السلبية المنتشرة أيام عيد الأضحى.
إيراني يشبّه أمين الزاوي بسلمان رشدي صاحب “آيات شيطانية”
سهام الإنتقادت الموجهة ضد أمين الزاوي لم تتوقف عند الجزائريين و العرب بل وصلته من طرف حتى الإيرانيين،حيث شبه أحد الإيرانيين أمين الزاوي بسلمان رشدي المرتد و الذي أصدر أية الله الخميني سنة 1989 أمرًا بإهدام دمه على خلفية إصدارة لكتاب “آيات شيطانية” و الذي توارى عن الأنظار منذ ذلك الحين.
خيّروه بين أداء عمرة بالسعودية أو الذهاب إلى باريس فأختار الأخيرة..؟
ذات الروائي الجزائري و في إحدى البرامج على قناة تلفزيونية جزائرية خاصة خيّره الصحفي معّد البرنامج بين أداء عمرة بالبقاع المقدسة بالسعودية أو السفر إلى العاصمة الفرنسية فإختار دون نقاش أو تفكير عاصمة الجن و الملائكة مدعيًا بأنه أدى العمرة و الحج،و لكنه لم يقل أنه دائم السفر إلى باريس كذلك.
من هو أمين الزاوي؟
أمين الزاوي ولد في 25 نوفمبر 1956 في تلمسان و هو كاتب ومفكر وروائي جزائري، شغله عالم الأدب والترجمة، بين اللغات الفرنسية والإسبانية والعربية، كما عمل أستاذا للدراسات النقدية في جامعة وهران، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه عن “صورة المثقف في رواية المغرب العربي”، وله عشر روايات نصفها باللغة الفرنسية، ونصفها الآخر باللغة العربية، إضافة إلى مجموعتين قصصيتين. مارس التدريس في جامعة باريس الثامنة، عمل سابقا مديراً للمكتبة الوطنية الجزائرية. في الجزائر العاصمة. يكتب باللغتين العربية والفرنسية. وآخر أعماله المكتوبة بالعربية هو رواية “الملكة” الصادرة عن منشورات الاختلاف بالجزائر.
تمبز بالولاء للسلطة، فقربته ولما عرفته جيدا تخلصت منه وله مقولة مشهورة “السلطة مثل النار لاتبتعد عنها ولاتقترب منها”
من هو سلمان رشدي…؟
ولد سلمان أحمد رشدي في دولة الهند في مومباي في 19 يونيو عام 1947 ، يحمل الجنسبة البريطانية ، والده رجل أعمال مشهورفي كشمير إسمه أنيس رشدي . درس في المدرسة التبشيرية الإنجليزية ، حيث أنه كان يتقن اللغة الإنجليزية هو وعائلته بسبب حياتهم في بريطانيا ، ثم أكمل دراسته للتاريخ في جامعة كنج لونج في مدينة كامبردج البريطانية ، وكان يهوى الكتابة ويحب مجال الأدب كثيراً ، فقام بإصدار العديد من الكتب والروايات ، والتي من أهمها رواية “غريموس” ، والتي أصدرها في سنة 1975 م ، ورواية “أطفال منتصف الليل” ، والتي أصدرها عام 1981 م ، والأخيرة كان اتجاهها سياسيا ، حيث أنها تحدثت عن الحياة الهندية والتقاليد والأعراف الهندية لنضال الهنود ضد المستعمر البريطاني ، ولكن قامت السيدة أنديرا أغندي برفع دعوى قضائية ضده بسبب هذه الرواية التي لم تعجبها أفكارها ، وإستطاعت ربح القضية وكانت النتيجة هي منع دخول هذه الرواية ونشرها في الأراضي الهندية ، ولكنها ترجمت إلى العديد من اللغات وإنتشرت خارج الهند بصورة كبيرة ، كما أنها فازت بجائزة بوكر عام 1981 م .
عاد سلمان لتأليف رواية جديدة عام 1983 م ، تحمل اسم ” العار ” ، وكانت تخص الحياة الباكستانية ، حيث أنه قام بإدانة الحكومة الباكستانية .إنتقدت هذه الروايةأيضاً من قبل الحكومة الباكستانية ومنعت من دخول الباكستان ، ولكنها ترجمت إلى العديد من اللغات مما أدى إلى إنتشارها ، لينتقل بعدها لرواية جديدة تنتقد تجربة الثورة في نيكاراغوا ، وهي رواية بعنوان ” ابتسامة الجاكورا”.ولكن جاءت المصيبة عندما قام بكتابة رواية تمس الشارع الإسلامي بعنوان ” آيات شيطانية ” و الذي منح بعدها من ملكة بريطانية لقب “الفارس” ، كما أن المتأمل في العنوان يفهم أن الرواية هي تجريح للدين الإسلامي ، كما أنها انتقاد لاذع له ، وإتهامات لا صحة لها ، لأن الآيات لم تكن يوماً من صنع الشيطان ، وإنما هي من صنع الله عز وجل ، كما أنها حملت إساءة كبيرة للرسول في طياتها .
انفجر الشارع الإسلامي في كل الدول الإسلامية بالتنديد ضد هذا الكاتب الذي قام باستخدام عبارات وألفاظ مهينة جداً ضد الإسلام والمسلمين ، كما أنه قام بالتجريح في المقدسات الاسلامية ، وصدرت العديد من الإجراءات ضده في العالم الإسلامي ، والتي من أهمها : إهدار دمه في شهر فبراير 1989 ، وكان مصدرها أية الله الخميني وأعلنها من خلال راديو طهران ، والذي صرح فيها أنه يجب أن يتم إعدامه لأنه كاتب ملحد . وبعد ذلك لحقتها تهديدات لأصحاب المطابع ودور النشر من قبل الجماعات المسلمة بحرق مطابعهم والإعتداء عليهم في حالة قاموا بنشر أو ترجمة أي عمل لهذا الكاتب ، كما أن الكثير من المكاتب تم حرقها ومن ثم تفجيرها على أيدي جماعات إسلامية .
أكثر ما يلفت الإنتباه في هذه القضية سرعة إنتشار الكتاب وسرعة ترجمته إلى مختلف لغات العالم والحملة الإعلامية الضخمة التي رافقت إنتشاره والتي كانت تهدف للترويج لهذا الكتاب وشد الأنظار إليه. في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان الأمر واضحاً أن ثمة غرضٌ خبيثٌ وراء ما يجري خصوصاً بعد أن انبرت معظم الدول الغربية للدفاع عن “رشدي” وكتابه الخبيث. فما كان من مفجر الثورة الإسلامية في إيران إلا أن أطلق في تاريخ الرابع عشر من شهر شباط عام 1989م فتواه الشهيرة والتي تنص على الحكم بالإعدام على كاتب هذا الكتاب وناشريه المطلعين على فحواه.
عندما أصدر آية الله الخميني فتواه ضد سلمان رشدي، أثار في إنكلترا أحداثاً تعدت في دراميتها حكم الإعدام الإيراني نفسه. آنذاك انطلق المهاجرون من شبه القارة الهندية، الذين كان رشدي ينشط أدبياً واجتماعياً من أجلهم، إنطلقوا إلى شوارع لندن وبرمنغهام يحرقون كتبه ويطالبون برأسه وهم في قمة الغضب. أما المرأة التي راح رشدي لسنوات ينتقدها أعنف انتقاد في مقالاته فقد وضعت يدها الحامية فوق رأسه.
كان سلمان رشدي، المولود في بومباي بالهند، قد حصل على الجنسية البريطانية عام 1964، وإثر صدور الفتوى أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر أن الدولة لن تسمح بأي اعتداءات على مواطنيها.
لا أحد يستطيع اليوم أن يتخيل كيف كانت “المرأة الحديدية” هدفاً لكراهية الفنانين والمثقفين اليساريين .كان رشدي يعتبر نفسه حتى ذلك الوقت مثقفاً يسارياً نقدياً وخصماً للدولة والحكومة، ولذلك فإن الفتوى لم تحرمه من الحياة في حرية فحسب، بل سلبته أيضاً وطنه السياسي.
ذهب رشدي إذن ليعيش متوارياً عن الأنظار تحت حماية خصومه القدامى، مَمثلين في المخابرات البريطانية، ترافقه الشماتة والسخرية من جانب رفقاء الطريق السابقين. كان ينام في شقق من دون نوافذ، وكل بضعة أسابيع يغير مقر إقامته. كان كثيراً ما يستيقظ من نومه ولا يعرف في أي مدينة هو. في تلك الأثناء انتقل رشدي ليعيش في نيويورك. صحيح أنه لا يستطيع أن يستغني عن الحماية الشخصية، غير أنه لم يعد يتسلم تهديدات دورية في ذكرى إصدار الفتوى وكأنها “تحيات إسلامية في عيد فالانتاين” على حد قول رشدي.
في العام 2007 خرج عالم الدين الإيراني أحمد خاتمي ليؤكد أن فتوى هدر دم هذا الكاتب لا تزال قائمة ولم يتم التعديل عليها لأنها أمر غير قابل للتعديل . في يونيو من هذا العام و بعد أن منحته الملكة البريطانية لقب الفارس أمر المجلس الوطني بسحب هذا اللقلب منه ، ولكن بريطانيا رفضت . ولا تزال الإنتقادات توجه له حتى يومنا هذا ولا زال يمنع من دخول العديد من الدول الإسلامية
نبذة عن “آيات شيطانية”
بالإنجليزية ” The Satanic Verses” هي رواية من تأليف الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي. صدرت في لندن بتاريخ 26 سبتمبر عام 1988 بعد 9 أيام من إصدار هذا الكتاب تلقى دار النشر الذي طبع الكتاب الآلاف من رسائل التهديد والاتصالات التلفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب. قامت بنغلاديش والسودان وجنوب أفريقيا وكينيا وسريلانكا وتايلاند وجمهورية تنزانيا المتحدة وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة بمنع الكتاب وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في إسلام آباد ولندن وطهران وبومبي ودكا وإسطنبول والخرطوم ونيويورك. حصلت خلال عمليات الاحتجاج هذه حادثتين لفتتا أنظار العالم وهي حادثة حرق أعداد كبيرة من الكتاب في برادفورد في المملكة المتحدة في 14 يناير 1989 والحادثة الثانية هي صدور فتوى من الخميني في 14 فبراير 1989 بإباحة دم سلمان رشدي وهاتان الحادثتان لفتتا نظر وسائل الإعلام الغربية بشدة.
آيات شيطانية هو عبارة عن قصة مكونة من تسعة فصول. عندما تقرأها تكاد تظن أن كل فصل هو قصة منفصلة. الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما صلاح الدين جمجة وهو هندي عاش منذ شبابه في المملكة المتحدة وحاول أن ينسجم مع المجتمع الغربي ويتنكر لأصوله الهندية، وجبريل فرشته وهو ممثل هندي متخصص بالأفلام الدينية حيث يمثل أدوار آلهة هندوسية، وقد فقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير حيث لم تنفعه دعواته شيئاً للشفاء. في بداية الرواية حيث يجلس الاثنان على مقعدين متجاورين في الطائرة المسافرة من بومبي إلى لندن ولكن الطائرة تتفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة وأثناء سقوط هذين الشخصين تحصل تغييرات في هيئتهما فيتحول صلاح الدين جمجة إلى مخلوق شبيه بالشيطان وجبرائيل فرشته إلى مخلوق شبيه بالملاك.
يعاني جبريل فرشتة من رؤيا شبيهة بالأحلام الواقعية السحرية تدور حول أحداث في فترة ظهور الإسلام في الجزيرة العربية وأخرى حول أحداث معاصرة، وفي هذه الأحلام التسميات تختلف عن المعروف من التاريخ، حيث تسمى مدينة مكة بالجاهلية، وهي مدينة مبنية من الرمال، ويشار إلى محمد رسول الإسلام باسم ماهوند، وهو الهيئة التي وصل اسمه بها وشاع في أوروبا في العصور الوسطى.
تلقت الرواية أساساً ردود نقدية إيجابية إجمالاً، حيث اعتبرها مثلاً الناقد هارولد بلوم «أكبر إنجاز جمالي عند رشدي»، واعتبرها تيموتي برينون «أكثر الروايات المنشورة حتى الآن طموحاً في وصف تجربة المهاجرين في بريطانيا» وتلتقط بدقة حالة الضياع الشبيه بالأحلام التي يمر بها المهاجرون، ويراها «بالدرجة الأولى دراسة لعزلة الغربة.
كتاب سلمان رشدي سبب له في البداية أزمة كبيرة في العالم الإسلامي خصوصاً بسبب ما تضمنه الكتاب مما اعتبرته أطياف واسعة من العالم الإسلامي خاصة إيران، والهند مسقط رأس المؤلف، إساءة للإسلام سواء عبر كلام فيه تجديف في المقدسات، تهجم على الأديان، أو إساءة إستغلال حرية التعبير.
صدرت فتوى هدر دم من روح الله الخميني بحق سلمان رشدي وكل مترجمي كتبه ولا تزال هذه الفتوى متواصلة لليوم.
أتت ردة فعل أولية من الإعلام الغربي متعاطفة مع المؤلف تعتبر أن «التهديدات تجاهه هي تهديد لحرية التعبير». كما اندرجت الأزمة المحيطة بالكتاب في سياق انزعاج أوروبي عام أواخر الثمانينات من تصاعد نسق المهاجرين الآسيويين والأفارقة إليها.
ظهرت مواقف مضادة للكاتب وعمله في ساحة السياسة في بريطانيا من الطيفين اليميني واليساري، فقد قام كيث فاز مرشح حزب العمال ابان فوزه في 1989 بمسيرة تندد بالكتاب وتطالب بمنعه لكونه «يتجاوز حرية التعبير ليدخل في اهانة مقدسات ثقافات الآخرين». أما رئيس حزب المحافظين السابق نورمان تيبيت فقد قال عنه أنه «شرير طالب شهرة» و«حياته العامة سلسلة من الفضائح والتصرفات النزقة المشينة يهين فيها تربيته، دينه، وطنه الثاني وجنسيته».
و في سبتمبر 2012 قال سلمان رشدي في مقابلة صحفية مع BBC أنه يشك في أن رواية مثل «الآيات الشيطانية» كان من الممكن أن تُنشر في الحاضر بسبب جو «الخوف والعصبية» السائد في العالم اليوم.
كتب المنصف المرزوقي، المفكر العربي التونسي في جريدة “لوموند” الفرنسية في 25 فبراير 1989، مقالاً بعنوان “قضية رشدي باسم الله؟” دافع فيه عن «حق سلمان رشدي في كتابة ما كتبه» معتبراً ذلك أمراً عادياً «يندرج في حرية التعبير»، واستنكر ردة فعل العالم الإسلامي والخميني تجاهه معتبراً أن «كراهية سلمان رشدي لا تمثل الإسلام»،هنا..
في المقابل نشر أحمد ديدات كتاب «شيطانية الآيات الشيطانية وكيف خدع سلمان رشدي الغرب» الذي أتى فيه على الكثير من عناصر الإساءة للأديان وبحث الكاتب عن السبق.
وأضاف أمين الزاوي بنبرة الحمية لكل ما هو فرنسي استعماري قائلا :” لقد أفسدنا غنائم الحرب ، هذه المدن الاستعمارية الجميلة”.
في تعدٍ صارخ من الروائي المثير للجدل أمين زاوي، قال هذا الأخير إن أغنام العيد التي تغزو شوارع العاصمة هذه الأيام، استيطان إسلامي رجعي، شوه شكل المدن ذات الطراز الفرنسي.
الزاوي، لم يتحرج في الإساء ة للجزائريين ومعتقداتهم الإسلامية، حينما نشر الخميس الفارط، مقالا في جريدة “ليبرتي” الناطقة بالفرنسية، عنونه بـ ” من فضلكم أوقفوا هذا البدو الإسلامي الذي يهدد مدننا”، قال فيه إن الجزائريين هم أسوأ أعداء التمدن.
وأضاف أمين الزاوي بنبرة الحمية لكل ما هو فرنسي استعماري قائلا :” لقد أفسدنا غنائم الحرب ، هذه المدن الاستعمارية الجميلة”.
الروائي المثير للجدل، عبر بسخرية عن ما عرفه المدن الجزائرية مع اقتراب موعد عيد الأضحى، منتقدا بشدة عجز السلطات في إنشاء مدينة واحدة شبيهة بمدن فرنسا، حيث قال :”أنه لا يعقل أن تكون مدينة ذكية والخراف تغزو شوارعها.
وراح إلى أبعد من ذلك، حينما حيث أكد أن العرب مدمرون للحضارة، لذلك تجدهم يصلون في مسارح الغناء، ويتبعون الأغنام في الشوارع !.
هذا المقال الذي أثار الكثير من إستياء الجزائريين عبر نمواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما من طرف إعلاميين ومثقفين انتقدوا لغة وتعبير الروائي الزاوي الذي كشف عن حقد دفين تجاه الإسلام والمسلمين من خلال ظهور علمانيته التي تحارب الدين ولا تحترم مبادئ العلمانية .

زر الذهاب إلى الأعلى