سيدي حجاج: مدينة الدمار الشامل

المحرر من سيدي حجاج

 

جميعنا سمعنا كلمة “اسلحة الدمار الشامل”، لكن قليل من بيننا من على اذلاع بطبيعة هذه الاسلحة، و المغزى من منع استعمالها دوليا، و بما ان الامر لا يعنينا في شيء، طالما أن بلادنا ظلت بعيدة عن الحروب و الفتن، فلابأس أن نكتفي بالحديث عن الدمار الشامل الذي لا تربطه أية علاقة بالاسلحة، و الذي عادة من ينجم عن فساد الانسان و طمعه و جشعه، و عن براكماتية البعض التي تأتي على حساب مصلحة الاغلبية الصامتة.

 

و إذا كان الدمار الشامل قد اجتاح العشرات من المداشر المغربية، فلا يمكن أن نستثني منها مدينة سيدي حجاج، أو “لاكار” كما يحلو لعدد من الساكنة المحلية بأن يسمونها، عودة الى محطة القطار المغلقة التي كانت وجهت جميع البدويين المتجهين نحو مدن المغرب النافع بحثا عن عمل أو لزيارة العائلة، أو حتى بحثا عن التطبيب المفقود منذ عقود في هذه المدينة التي شاءت الاقدار أن تكون عالما منسيا يفعل فيه الطائشون من المسؤولين ماشاؤوا.

 

لعل أول ما يمكن للمتجول في سيدي حجاج، أن يكتشفه، هو الحالة المهترئة للطرق، و كيف يستحيل أن تجد شارعا في هذه المدينة خاليا من الحفر، و كأن هذه البقعة تدخل ضمن قائمة المناطق المستهدفة من دول التحالف بسبب الحوثيين، في مشهد ينم عن حجم استهتار الجهات المنتخبة بالبنيات التحتية للمدينة، و يجعلنا نتساءل عما إذا كانت الجماعة تخصص مبلغا من المال لاعادة هيكلة الشوارع أم أن أرض سيدي حجاج الطاهرة لا تصلح الا للعربات المجرورة، و للمتسولين المنتشرين في كل مكان، و الذين يمكن اعتبارهم مرآة تعكس النستوى المعيشي للساكنة.

 

هذه المدينة الفلاحية بامتياز، و رغم ما أثير من لغط حول صندوق تنمية العالم القروي، الا أنها لازالت في مكانها لا تتحرك، و لم تتطور منذ عقود، رغم الطفرة التنموية التي تعيشها بلادنا، و هنا يمكن لاي شخص يوّد أن يطلع على نتائج مخطط المغرب الاخضر، أن ينزل الى الدواوير المحيطة بها، و أن يستفسر فلاحيها حول خدمات وزارة الفلاحة، و القيمة المضافة التي حققها لصالحهم هذا المخطط، حتى يكتشف بأن اكبر كذبة عاش على وقعها الوطن، هو هذا البرنامج الذي خدم الاقطاعيين و شجعهم على التوسع، فيما لازال الفلاح الصغير ينتظر هطول المطر.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة
قد يعجبك ايضا