مهرجان أموكار: عندما يصبح الرقص فوق جثت الشهداء مباحا

المحرر الرباط

 

لازانا نتذكر “شوهة” أموكار، التي لخصت في صورة لأحد الخليجيين و هو يسجل رقم هاتف شابة مغربية، في مشهد لهص كل شيء، و أماط اللثام عن الثقافة التي يروج لها القائمون على هذا المهرجان، الذي دعت العديد من الفعاليات الى مقاطعته، شأنه شأن باقي المناسبات التي تشكل مبررا لهدر المال العام، و الرقص فوق أجسام الفقراء.

 

الشاذ في مهرجان اموكار، هو أن الرقص و بالاضافة الى كونه مناسبة للرقص فوق أجساد الفقراء، يشكل أيضا منصة للرقص فوق جثت الشهداء، المدفونين تحت أرض طانطان الطاهرة، و التي كانت أو مسرح للمعارك ضد جبهة البوليساريو، حيث لازال الجمل المتواجد على مستوى المدخل الشمالي للمدينة، شاهدا على ذبح شهدائنا من قبل الملشيات الانفصالية نهاية السبعينات.

 

من يتكلفون اليوم بالترويج لاموكار، يجهلون بأن المدينة التي تحتضنه تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، المثمتلة في مستشفى في المستوى و بنية تحتية تابي حاجيات الساكنة، و يرتكبون جرائم في حق مواطنين شاءت الاقدار أن تبقى مدينتهم، منطقة عبور لا يدور فيها الزمان، و هاجس ساكنتها هو الملل و سوء التدبير الطاغي على المشهد العام.

 

فرقة مكتملة العناصر، تعيش حياتها الاعتيادية في قلب المغرب النافع “الرباط”، تنتقل كل سنة الى طانطان من أجل ممارسة “الطنيز” على ساكنتها، و استنزاف خزينة الدولة قدر المستطاع، لتعود أدراجها بعد اسدال الستار على أموكار، تاركة المواطن هناك يتأمل في السماء الزرقاء، و يتطلع الى ضمادة و مسكن آلام يجده في المستشفى شأنه شأن باقي المواطنين المغاربة هناك في المدن التي تحترم ساكنتها.

 

هل انتهت السلطات من توفير جميع متطلبات الحياة للمواطنين حتى تنكب على تنظيم مهرجان تصرف فيه الملايير على “لخوا لخاوي” و يأتي اليه الخليجيون لاصطياد ما لذ و طاب من اللحوم الطرية؟ و هل مدينة طانطان تحديدا، تحتاج الى مهرجان لا يسمن ولا بغني من جوع، اللهم ما يصرف على الضيوف و المكلفين بالتواصل و المغنيات و الاعلام المستعد لبيع كل شيء مقابل التعويضات؟ 

زر الذهاب إلى الأعلى