واقعة “البلاغ” تكشف عن عداء مناضلي العدالة و التنمية للملكية في المغرب

المحرر الرباط

 

لقد بات عداء مناضلي حزب العدالة و التنمية للملكية في المغرب، شبه مؤكد، بعد سلسلة من الاحداث و الوقائع، التي أماطت اللثام عن نوايا هذا الحزب فب المغرب، و عن حقيقة ناله السياسي الذي لا يختلف كثيرا عن تحركات جماعة العدل و الاحسان الغير معترف بها، والتي فقدت بريقها بعد سنوات على تأسيسها من طرف الراحل عبد السلام ياسين، عقب مغادرته لاحدى الزوايا المعروفة بالمغرب.

 

أحداث تعاقبت على المشهد السياسي المغربي، كشفت عن العداء الذي يكنه مناضلو حزب المصباح للملكية، لدرجة اختراعهم لمصطلح “التحكم”، و ربطه بالمحيط الملكي، في محاولة لخلق تنافر بين الملكية و الشعب المغربي، و تحقيق أهداف أكد بنكيران بعظمة لسانه في مناسبة سابقة على ان صقور حزبه قد تراجع عنها، بعد اجراء مراجعات فكرية، مكنتهم من دخول غمار السياسة و الوصول الى الحكومة.

 

و من خلال التعليقات التي ينشرها أتباع عبد الاله بنكيران، و بعض الجرائد الموالية لوزرائه، يتضح الحقد و الظغينة التي يكنها هؤلاء للقصر، في وقت توجه اليهم أصابع الاتهام بتبني أفكار الخلافة، و بعض المفاهيم التي تتعارض و الانظمة الملكية عبر مختلف دول العالم، و هو ما يجعلهم لا يفوتون فرصة الا و هاجموا خلالها المحيط الملكي، متهمين الهمة بالتحكم، و غيره بأشياء أخرى لم يستطع اي منهم الى حدود اليوم اعطاء ادلة مقنعة عليها، أللهم ربط هذا الرجل بحزب الجرار لسبب بسيط هو أنه كان من بين مؤسسي هذا الحزب، قبل أن يغادره بلا رجعة تنفيذا لتعليمات ملكية.

 

و ان كانت الجرائد الموالية لوزراء العدالة و التنمية و من بينها موقع يديره مستشار لوزير العدل، و للحزب بصفة عامة، تكن أدنى فروض الاحترام و التقدير للمؤسسة الملكية، لتناولت موضوع البلاغ الملكي من مختلف جوانبه، عوض الاكتفاء يتوهيم الراي العام  بتضامن منقطع النظير مع بنعبد الله، و كأن الديوان الملكي لا حق له في توضيح الامور، و تبرئة مستشاري الملك، من تصريحات سياسية هدفها الحفاظ على ماء الوجه، و تبرير الفشل الذريع الذي لاحق حكومة بنكيران منذ انطلاقتها الى يومنا هذا.

 

تعليقات و تدوينات و تصرفات طائشة، كشفت عن الطريقة التي يتم من خلالها تداول موضوع “الملكية في المغرب”، داخل كواليس حزب الاسلاميين، و فضحت الغل الذي يكنه البيجيديون أو بعضهم للقصر، في وقت لا يمكن أن نغفل فيه دعوات بعضهم الى قطع الرقاب، و تكفير البعض الاخر لكل من لم يصوت على بنكيران، و كأننا امام حزب نجح في الانتخابات فتحول الى جماعة متطرفة، تسعى الى نشر أفكارها بالسيف، و ازاحة كل من يحمي الاقليات في المغرب، حتى تتمكن من جمع الجزية و استعباد من لا يؤمن بكلام عمر بنحماد و فاطمة النجار.

 

عندما يوظف الشوباني مواطنة فرنسية بميلغ ضخم داخل أفقر جهة في المغرب، يطلق البيجيديون هاشتاج “كلنا الشوباني”، و عندما يتحايل محمد صديقي على شركة ريضال من أجل الاستفادة من تقاعد سمين، يمتلئ الفايسبوك بهاشتاك “كلنا عمدة الرباط”، عندما يظبط بنحماد رفقة النجاري داخل سيارته الخاصة فجرا، لا باس أن نتضامن معهما ب “كلنا كوبل الاصلاح و التوحيد” و هلم جرا، لكن عندما يتطاول وزير في الحكومة على مستشار ملكي دون أن يقدم نظير ذلك اي دليل مقنع، تتحول الامور الى “التحكم” و نتضامن مع الوزير الشيوعي رغم اختلاف التوجهات الفكرية و الايديولوجية، لا لشيء سوى لأن الكره يملؤ قلوب البعض من كل شيء له علاقة بالقصر.

 

و لعل ما يجهله أهل المصباح، المتنورين المسلمين الدعاة الاتقياء العارفين بالله، هو أن التحكم و مهما بلغ في تصوراتهم من علو، فلا يمكن أن يتجسد في التصرفات التي تصدر عن اخوانهم في الحزب، منذ فضيحة “ناموسية عمارة” و فضائح العاشق المجنون التي لا تنتهي، مرورا بقصة عشق كوبل التوحيد و الاصلاح، ثم توظيف سمية بنكيران، و عرس نجلة بوليف، و توزيع الغنائم بين أخنوش و وزير المالية غصبا عن رئيس الحكومة الذي لم يستطع أن يفتح فمه، و ما خفي كان اعظم…

زر الذهاب إلى الأعلى