مع اقتراب الانتخابات نبيل بنعبد الله يحاول مسك القطة من ذيلها

المحرر الرباط

 

في حكومة فريدة من نوعها، كالحكومة التي تسير شؤون بلادنا، ينتظر المتتبعون للشأن السياسي، اي شيء من وزرائها، كما يتوقعون حدوث ما لم يحدث في جميع حكومات العالم، منذ العهد القديم، فحكومة تجمع في بطنها الاسلامي المتدين الذي لا يلقي خطبة الا و افتتحها بمقدمة دينية، و شيوعي يعتبر الرقص فنا تعبيريا للجسد، واخر لا يؤمن باي فكر سياسي و همه الوحيد هو تضخيم ثروته و وضع حماية سياسية لمشاريعه، لا يمكن أن ننتظر منها الا العجب العجاب، الذي غالبا ما ينتهي بخسارة رئيس وفد للحجاج مبلغ مائة مليون سنتيم في جلسة للقمار. 

 

نبيل بنعبد الله، الذي يعتبره عدد من البيجيديين، دخيلا على حكومتهم، وحالة شاذة داخل حكومة اسلامية، و حسب اخر خرجة اعلامية له، حول حزب الاصالة و المعاصرة، يبدو أنه لازال يصر على ملازمة بنكيران، بعدما تاثر سهوا بمشاريعه السياسية، و أصبح لا يفرق في تحركاته السياسية بين ما هو اسلامي و ما يتلاءم و توجهاته الفكرية، حتى اضحى مضرب مثل في الغراب الذي اراد ان يقلد مشية الحمامة، فاختلط عليه الحابل بالنابل، و لم يعد باستطاعته التمييز بين مركزه كأمين عام لحزب شيوعي، و مشارك في حكومة اسلامية يدير فيها شؤون المدينة.

 

و حسب خرجاته الاعلامية الاخيرة، يتضح أن السيد نبيل بنعبد الله، يدرك جيدا بأنه قد اصبح “ورقة محروقة”، لا يمكن للاحزاب التي تحترم نفسها التحالف مع حزبه، حتى الانتخابات المؤهلة لدخول الجنة، الشيء الذي جعله يتمسك بالامل الوحيد، من خلال الانضمام الى حلف بنكيران، و تبني خطبه السياسية، التي تمخضت فولدت فارا أطلق عليه البيجيديون اسم “التحكم”، من اجل ترهيب الراي العام، و اصلاح ما يمكن اصلاحه في السمعة التي فقدها حزبهم، بعدما فشل في تسيير شؤون الشعب، و اثبتت الايام عجزه عن محاربة الفساد، و فقدانه للشعبية التي استطاع أن يحظى بها ابان الربيع العربي.

 

نبيل بنعبد الله، الوزير المكلف بالسكنى والتعمير وسياسة المدينة، و بعدما استطاع أن يظفر بعدد محترم من الحقائب الوزارية في حكومة بنكيران، علما أنه لم يحقق نتائج انتخابية تؤهله لذلك، و بعدما عرفت المدينة تدهورا كبيرا في عهده، عاد لارتداء جلباب الفقيه، و جعل من نفسه استاذا منظرا في المصلحة العامة، مستعملا في خطاباته و حواراته الصحفية، مصطلح “التحكم”، وذلك في محاولة لتوهيم المواطن بأشياء لا توجد سوى في من كان لهم الفضل في استوزاره، أملا في تحالف مرتقب، قد يجعله وزيرا باستطاعته أن يخسر مائة مليون سنتيم في القمار.

 

محمد نبيل بنعبد الله، و بعدما اعلن في مناسبة سابقة، عن  عدم ترشحه للانتخابات التشريعية المزمع إقامتها في 7 أكتوبر المقبل، بينما يؤكد بعض رفاقه على أنه يود البقاء في البرلمان عبر اللائحة الوطنية لحزبه، يحاول ايهام المواطن بالتزام حزبه بالوعود التي لم يفي بها منذ تاسيسه، وذلك من خلال خرجات اعلامية، تعمد تبني خطاب الاسلاميين عبرها، على امل الوصول الى قلب المواطنن الذي فطن لمحاولاته اليائسة، تجسيد حزب التقدم والاشتراكية، على هيئة المنقذ الوحيد للبشرية، وذلك بعدما لفظته أصوات المواطنين خلال الاتنتخابات البرلمانية الاخيرة، خارج دائرة المحترمين، ولو لا عطف حاجة بنكيران لعجلة احتياطية، لكان بنعبد الله و رفاقه في المعارضة اليوم، و لتبنى خطابا اخر يتماشى و خطابات باقي المعارضين لسياسة بنكيران.

 

أما أن يخرج علينا السيد بنعبد اللهن بتصريحات حاول من خلالها اخافة من “بعبع التحكم” الذي صنعه بنكيران و اخوانه مؤخرا، فذلك يعكس فشل هذا الرجل في استرجاع و لو جزئ بسيط من السمعة المفقودة نتيجة تراضي الشيوعيين و الاخوان، في تحالف مثير للجدل، لا يمكن الا أن يعكس حقيقة المبادئ التي يدعي التقدميون تبنيها في كتاب فقد غلافه، ولازال مستمرا في فقدان صفحاته في خضم الفضائح التي توالت بخصوص بعض التصرفات التي كان بطلها نبيل بنعبد الله، و اذا رايت رب البيت للدف ضاربا…..

زر الذهاب إلى الأعلى