هل هي بداية لنهاية امبراطورية صنعها “أعرشان”

المحرر مراسلة خاصة

 

لا شك أن ضيوف مدينة تيفلت، سيلاحظون حجم التهميش و اللامبالاة، التي تعيشها هذه المدينة، في ظل غياب لمسة واضحة للمنتخبين، و في وقت عمر في مؤسساتها المنتخبة “ال أعرشان” و الموالون لهم، لعقود لم تجني منها الساكنة أية قيمة مضافة أللهم ذلك الحصان المصنوع من حديد، و الذي أصبح يعتبر الرمز الوحيد للمدينة، مع غياب المرافق التي تتواجد في معظم المدن، و التي تشكل متنفسا للساكنة يخرجون اليها أبناءهم و يتبادلون فيها أطراف الحديث.

 

عبد الصمد أعرشان، الذي يدير شؤون مدينة تضم الاف المواطنين، من مدينة الرباط، حيث تؤكد عدد من المصادر على أن هذا الرجل لا يزور تيفلت الا قليلا، بينما يتكلف نوابه بتسيير البلدية، وحسب ما يتم تداوله في اوساط الساكنة، لم يعد ذلك الشاب التي عقد المواطنون امالهم عليهم، حتى يغير واقع مدينتهم، بل هناك من يؤكد على أن هذا الرجل بدأ يفقد السمعة التي أهلته لادارة الشأن المحلي و هو ما سيكلفه مقعد البرلمان في الانتخابات القادمة.

 

من جهة أخرى، يتساءل عدد من المتتبعينن عن مصير القضية، التي تورط فيها عدد من المنتخبين، و من بينهم عبد الصمد أعرشان، عندما تم استدعاؤهم من طرف القضاء على خلفية اتهامات تتعلق بالتورط في توزيع المال على المواطنين خلال الحملة السابقة، مؤكدين على أنه و في ظل عدم نطق القضاء بحكمه في حق هؤلاء، فان قبول تزكيتهم تعتبر مسالة تثير العديد من التساؤلات، حول ما اذا أدان القضاء احدهم بعد فوزه في الانتخابات.

 

و يؤكد عدد كبير من المتتبعين للشان المحلي بتيفلت، على أنهم لم يروا اي جديد في مدينتهم، منذ عهد أعرشان الاب، اللهم بيع الاراضي الشاسعة بالملايير، و التي كان اخرها احدى البقع التي يشاع أنها قد بيعت من طرف أعرشان بمبلغ فاق الثلاثين مليار سنتيم، لاحدى المقاولات العقارية، بينما لازال يمتلك الكيلومترات من الاراضي التي يطالب عدد كبير من المواطنين بمساءلته حول مصدرها، علما أنه لم يكن سوى ظابط ممتاز في الامن، يعيش الالاف من أمثاله على وقع الفقر.

 

و انطلقت منذ مدة، حملة واسعة للمطالبة بتغيير واقع مدينة تيفلت، من خلال توعية الساكنة، و دعوتها الى التصويت على رجل من شأنه على الاقل محاربة الازبال المنتشرة في كل مكان داخل المجال الحضري، و وقف نزيف المتاجرة في الاراضي بطرق ملتوية، و التي تحولت الى حديث على كل لسان، بعدما تم تفويت العديد من الاراضي الى أشخاص، من طرف بعض الوجوه التي ألف المواطن رؤيتها في الحملات الانتخابية، و هي ترتدي أقمصة رسمت عليها تلك النخلة التي أتت على الاخضر و اليابس بالمدينة.

 

أزبال تزكم روائحها الكريهة الانوف، متسكعون و كلاب ضالة، و مرافق تابعة للبلدية شبه مجمدة، جعلت الفئة المثقفة في مدينة تيفلت، تطالب بضرورة اعادة وضع خارطة سياسية، تنهي تاريخ امبراطورية “أعرشان”، و تضع الثقة في رجل دائم التواجد بالمدينة، من شانه أن يساهم في تقدمها، و أن يحافظ على اراضيها بما فيها الفلاحية… 

زر الذهاب إلى الأعلى