من يقف وراء توجيه الاتهامات للقاضي “يوسف العلقاوي”

المحرر الرباط

 

قبل الخوض في تفاصيل هذا الموضوع، لابد من التذكير بأنني كنت حاضرا لاحدى جلسات “حمزة الدرهم”، و التي انتهت بالحكم ببراءته من تهمة التزوير، التي توبع بها بعدما قضى مدة حبسية على خلفية قضية منفصلة، و قد اشهد الله بانني استمتعت خلال حضوري لهذه الجلسة، و تاكدت بان قضاءنا لازال بخير، في حضرة رئيس هيئة لعل أهم ما اثارني في شخصيته، هو تعامله الانساني مع الحاضرين بمن فيهم الحضور.

 

كذلك لابد من الاشارة الى أن الحكم ببراءة حمزة الدرهم، و على عكس ما روجت له عدد من الجهات، جاء في اعقاب متابعة منفصلة عن قضيته الاولى، اتهم من خلالها بالتزوير، و هو الجرم الذي لم تقتنع به هيأة المحاكمة، طالما أن القضية خالية من التزوير، و طالما أن ما تبث في محاضر الشرطة القضائية، بقتصر على استبدال لرخصة السياقة الخاصة بحمزة، بتلك الخاصة بشقيقه الذي قضى بدوره عقوبة سجنية.

 

و منذ النطق بحكم براءة حمزة الدرهم من تهمة التزوير، و عدد من الجهات تحاول تحميل القاضي العلقاوي مسؤولية اطلاق سراحه، ربما بعض تلك الجهات غير مطلعة على الملف، الذي ادين في شقه الاول المتهم بالسجن، لكن و بالتدقيق في بعض الصفحات التي تعمدت التشهير بهذا الاخير، سنكتشف بان في الامر احدى اخوات “ان” خصوصا عندما نعلم بان يوسف العقاوي، هو القاضي الذي بث في ملف معتقلي اكديم ايزيك، و الذي شكلت معاملاته الانسانية، مادة دسمة تصمنتها تقارير حقوقية دولية.

 

و من الطبيعي أن ياخد الاف المغاربة موقفا من مراهق غير مسؤول، بسبب فيديو التقطه بعد ارتكابه لحادثة سير، كل حسب ما يراه من موقفه، حيث تضاربت التعليقات بين من اعتبر الفيديو استفزازا و من اكد على ان “ولاد لفشوش” فوق القانون، لكن لو أن اخر معلق على الشريط، عاين والدة حمزة و هي تتقطع في بهو المحكمة منتظرة الحكم، لغير موقفه من هذه القضية، و لاستحضر القولة الشهيرة “ارحموا عزيز قوم ذل”.

 

لو أن اخر معلق على شريط حمزة، عاين كيف أن “تبرهيش” شاب لا يحسب عواقب ما يفعل، قد تسبب في قطع أرزاق شرطيين أحدهما في عمر ابائنا، لكان له تصور اخر، أما ان تهاجم قاضيا عن جهالة، و دون ان تحضر لمعاينة ماكان يعيشه أثناء ترؤسه لجلسة “ولد لفشوش” في شقها الثاني، فانك تضرب في الصميم، استحضار الانسانية و مراعاة مشاعر الام الحنونة و البث في القضايا دون رجعيات أو خلفيات، بل و أن الحاضر لجلسة محاكمة حمزة، سيتأكد من ان التزوير لا محل له في الواقعة، و أن العقاب قد نزل على من تورط فيه بعدل و استقامة.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة