صحافيون تحت سيطرة السياسيين: الى متى؟

المحرر الرباط

 

في مهنة من المفروض أنها مستقلة عن السياسة، و داخل جسم مهترئ لم يساهم القائمون عليه في النهوض باوضاع العاملين فيه، لاتزال مهنة الصحافة في بلادنا تعيش تحت السيطرة المطلقة لمجموعة من الاشخاص، الذين ورثوا النقابة عن اسلافهم السياسيين، و ها هم اليوم يسعون الى بسط نفوذهم على المجلس الوطني للصحافة.

 

و لعل اخر صحافي يمارس المهنة في بلادنا، قد فطن للطريقة التي تم من خلالها وضع شروط الترشيح للمجلس، و كيف ان الشروط وضعت على المقاس، بطريقة ورطت الطامحين للاستيلاء على هياكله، و اللجنة التي سهرت على اعدادها، في التكالب على الكفاءات الاعلامية الشابة التي حققت ما لم يستطع لا البقالي ولا مجاهد تحقيقه منذ عقود.

 

دعوة موجهة الى الصحافيين المدرجين في لوائح التصويت، من اجل تقييم الفترة التي تميزت بقيادة كل من البقالي و مجاهد للنقابة الوطنية، و ما تحقق خلالها من انجازات لصالح العاملين في القطاع، و مقارنة ذلك بالدعم الذي تتلقاه النقابة من وزارة الاتصال، و من جهات خارجية من بينها الاتحاد الاروبي، ثم طرح سؤال حول ما اذا كان الوضع يحتاج فعلا الى تغيير أم أن الكمال في بقاء قيادة التناوب في الواجهة.

 

و اذا كنا ندافع عن استقلالية المجال الاعلامي في بلادنا، و نطمح الى التغيير من خلال استبدال النخب، فمن الواجب استبعاد السياسيين عن قيادة النقابة، و المجلس الذي تم تحضيره بعيدا عن المهنيين، و دون استشارة السواد الاعظم فيهم، و من خلالهم استبعاد ما يتم تداوله حول تبعية الصحفيين النضويين تحت لواء هذا المكون، لحزبي الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي.

 

مقارنة بسيطة، بين الاشكال النضالية التي اتخدتها النقابة للدفاع عن عبد الله البقالي في مواجهته لوزارة الداخلية، و كيف ان الاعضاء نزلوا بثقلهم أمام ايتدائية الرباط، و الخطوات المماثلة في الدفاع عن صحافيين اخرين، تم جرهم الى القضاء، و لم تصدر النقابة بلاغا تضامنيا معهم الى غاية اللحظة الاخيرة، ستجعلنا نقف على حجم البراكماتية التي يتخللها تدبير الازمات داخل هذه المؤسسة، و اذا كان العكس صحيح، نتساءل لماذا خرجت النقابة للتظاهر مع البقالي، بينما اكتفت باصدار بلاغات في حالات مماثلة.

 

الصحافيون و الصحافيات، يعلمون جيدا، بان النقابة الوطنية، تعيش فترة جمود منذ سنوات، لم يتخللها سوى رسائل التعزية التي توزعها عليهم كلما فقد احد الزملاء عزيزا على قلبه، كلما فقدنا زميلا في المهنة، بينما لازال الاحياء ينتظرون الكشف عن تكاليف السفريات و التعويضات السمينة التي تضخ في جيوب البعض من أموال مخصصة لعموم الصحافيين.

 

و اذا كانت الفيلا، التي تسعى بعض الجهات الى بيعها، قد خصصت لتكوين الصحافيين، و ظلت مغلقة الابواب منذ زمن طويل، نسائل من يقود النقابة اليوم، عن الرقم الحقيقي للدعم الذي تتلقاه النقابة تحت ذريعة التكوين، و نطالب من الزملاء تغليب المصلحة العامة، على الوعود التي سبق و أن تلقوا الكثير منها قبل كل اجتماع للمجلس الوطني، لكن دار لقمان ظلت على حالها، بينما يهدد الداء بالانتقال الى المجلس الوطني للصحافة اذا لم ناخد العبرة مما سبق.

 

و حتى نسمي الاشياء باسمائها، فان الوقت قد حان، كي يتنحى يونس مجاهد و عبد الله البقالي عن تسيير الشأن الاعلامي في بلادنا، لانهما و بكل بساطة، لم يقدما أي شيء يذكر لصالح رجال و نساء الاعلام، اللهم ما يتلقاه البعض من تعويضات لغرض في نفس يعقوب.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد