ولد سيدي مولود: هذه حقيقة تحركات قوات البوليساريو بالحدود المغربية الموريتانية

المحرر _ عن الايام 24

 

كشف مصطفى ولد سيدي مولود، أحد القادة الأمنيين بالبوليساريو سابقا، والعارف بخبايا وأسرار الجبهة الانفصالية، عن خلفيات تحرك مسؤولي الجبهة، إزاء الحملة التطهيرية التي أعلنتها السلطات المغربية في منطقة “الكركرات” على حدود الصحراء المغربية مع موريتانيا، لمواجهة المخاطر التي تهدد أمن المملكة وكذا انتشار عمليات التهريب والاتجار في المخدرات والنشاطات غير المشروعة.

 
وتطرق أيضا لدور الأمم المتحدة التي يرى أنها منحازة للطرح الانفصالي، كما تحدث عن دور موريتانيا في التحرك المغربي الأخير على الحدود، واعتبرها المستفيد الأول من النزاع القائم بين البوليساريو والمغرب.

بداية تعرف الحدود المغربية الموريتانية تصعيدا غير مسبوق، كمطلع على الأحداث، ما الذي يقع بالضبط؟ 

الذي يقع في منطقة “الكركرات” على الحدود المغربية مع موريتانيا هو حلقة من مسلسل النزاع حول الصحراء.

 
فميدانيا وقعت حادثتان، إحداهما مألوفة وقد وقعت مرات عديدة من قبل السلطات المغربية والموريتانية على حد سواء، وهي حادثة تطهير المنطقة من السيارات المعدة للتهريب، ولم تثر العملية أي احتجاجات من قبل “البوليساريو” .

 
الحادثة الثانية والتي تقع أول مرة هي حادثة شق طريق خارج الجدار الأمني المغربي.

 
في نظركم لماذا استغلت “البوليساريو” العملية التمشيطية المغربية بـ”الكركرات” للقيام باستفزازات ومناورات والتلويح بالتصعيد؟ 
أعتقد أن البوليساريو لم تصعد بسبب العملية الأمنية التي انتهت في يوم أو اثنين، بل كان تصعيدها بسبب قيام المغرب بأشغال خارج الجدار الأمني المغربي، وهو ما اعتبرته الجبهة خرقا وقف إطلاق النار.

 
و دون أن أخوض في جدل هل شق الطريق يعتبر خرقا أم لا، أعتقد أن لكلا الطرفين مصلحة في ما يقع.

 
فالمغرب صاحب المبادرة بفعل شق الطريق، وكان يتوقع مثل هذا الرد من طرف البوليساريو، مما يعني أن له مصلحة في التصعيد الذي حصل، ومن أبسط مصالحه أنه أجل أي نقاش حول الصحراء إلى ما بعد ولاية بان كي مون الذي أظهر هو وممثله الشخصي عدم الود تجاه المملكة المغربية.

 
وبالنسبة للبوليساريو دخلت على الخط مكرهة، فهي أكثر من يخدمها وقف إطلاق النار ووجود ملف النزاع على طاولة مجلس الأمن، وما يمثله ذلك من أمل لدى الجبهة ومناصريها في إمكانية تحقيق جزء من مطالبهم.

 
و قد يكون شق الطريق مجرد بداية لما هو أبعد من ذلك كضم أراضي جديدة مثلا. لذلك أرسلت الجبهة قواتها إلى منطقة الكركرات لمنع المغرب من التقدم ولإعطاء شحنة معنوية لشارعها المهزوز من طول الانتظار في المخيمات دون أفق.

 
الجبهة كانت تعي أن المغرب يستدرجها نحو تصعيد لن يصل لدرجة اللاعودة، لكن لم يكن أمامها أي خيار، وتحاول إعلاميا كسب الأمر بالتباكي لدى المنتظم الدولي حول ما أسمته خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

 

اتخذت الأمم المتحدة إجراءات للتهدئة، هل هي كافية في نظركم للعودة إلى طاولة التفاوض؟ 
بخصوص تدخل الأمم المتحدة فقد كان طبيعيا ومتوقعا لما تجاوزت قوات الطرفين حدود وقف إطلاق النار، وهو تدخل كافٍ لفرملة درجة التصعيد لكنه ﻻ يحل المشكل، بحكم أن الحل بيد أطراف النزاع.

 
وﻻ أعتقد أن هناك استعدادا للعودة لطاولة المفاوضات في الوقت الحالي. 

 
فما أراده المغرب من العملية هو ما يتحقق على أرض الواقع. فالنقاشات الدائرة حول أسباب التصعيد الحالي قد تأخذ وقتا، وهو ما يريده المغرب كما أسلفت، فآخر تقرير سيقدمه بان كي مون إلى مجلس الأمن حول الصحراء سيكون نهاية أكتوبر، ولما ينقضي ذلك الأجل لن تكون هناك حاجة للإبقاء على الوضع الحالي.

 

 

بصفتكم أحد المسؤولين السابقين داخل الجبهة، كيف ترون الوضع اليوم داخل القيادة الجديدة للبوليساريو ؟ 
الزعيم الجديد للبوليساريو ضعيف، ولكن الجناح المتهور(الصقور) في الجبهة يكاد يهيمن على الزعيم الجديد، وهو ما قد يدخل النزاع في مرحلة من التوتر لم نشهدها من قبل.

 
أخيرا كيف تقرؤون الموقف الموريتاني تجاه الأحداث التي تشهدها المنطقة ؟ 
بالنسبة لموريتانيا فهي تترقب وتنتظر الاستفادة من الثمرة التي ستسقطها رياح التصعيد بين المغرب والبوليساريو على حدودها، وستكون أكبر الرابحين مما يحصل حاليا في الكركرات، و قد يوكل إليها استكمال الشطر المتبقي من الطريق المتنازع عليه، و ربما مراقبة المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى