بين ديبلوماسية الباخرة و ضغط المجتمع المدني توغلت البوليساريو في اوروبا

المحرر الرباط

 

بينما تقدم الخمور على مثن الباخرة التي ترسو فوق مياه مدينة الداخلة تحت يافطة الدفاع عن القضية الوطنية، و بينما و يكلف منتدى كرانس مونتانا الملايين المضاعفة بالمئات، لاستقبال شخصيات سياسية أجنبية فشلت في تدبير شؤون بلدانها، و أصبحت تاريخا لا يحب الكثيرون ذكره، احتشد العشرات من الموالين لجبهة البوليساريو يوم أمس بجنيف للدغاع عن الطرح الانفصالي و الضرب في عدالة القضية الوطنية.

 

و حضر حشد غقير من انفصاليي اوروبا، و بعض الموالين للجبهة بالاقاليم الجنوبية، الى مظاهرة ضخمة دعت لها البوليساريو، حيث رفعوا اعلام الانفصال، و رددوا شعارات بمختلف اللغات، اتهموا من خلالها المغرب باحتلال الصحراء، بينما كان بينهم عدد من المواطنين الاروبيين الذين عاينوا الوقائع و أنصتوا بامعان لتدخلات المتظاهرين دون أن يجدوا من يوضح لهم الامور و يظهر لهم الحقيقة التي باتت معلقة في السماء في ظل فشل الجهات المغربية في مجابهة البوليساريو خصوصا خارج ارض الوطن.

 

مظاهرة وصفها المتتبعون بالناجحة، و اكدوا على انها ساهمت في التاثير على الراي العام الاروبي، و ستأثر على المنتظم الدولي الذي لازال يبث في قضية الصحراء، لم تكلف الشيء الكثير، بالمقارنة مع ما كلفه منتدى كرانس مونتانا، الذي يقام بمدينة الداخلة، و يسوده الفشل و العشوائية في التنظيم من جهة، و هدر المال العام من جهة اخرى، في وقت يستمتع به السويسريون بجمال الطبيعة و احتساء كؤوس الخمر، بينما يشعل الانفصاليون المظاهرات في قلب بلدهم الذي أصبح منجنيقا ترمى منه كرات النار في اتجاه المملكة المغربية.

 

و يتساءل عدد من المتتبعين لملف الصحراء عن النتائج الايجابية التي ساهم منتدى كرانس مونتانا في تسجيلها لصالح المملكة المغربية، بالمقارنة مع ما صرف عليه من مال منذ أول نسخة له، في وقت نتابع فيه الانتكاسات التي شهدتها الديبلوماسية المغربية، و التي كان اخرها ما وقع بالمحكمة الاروبية، و القرار الذي اعتبر المغرب محتلا للصحراء، من جهة أخرى، يؤكد المهتمون بهذا الملف، على أن كرانس منتدى بات يعتبر منتدى ربحي يسعى القائمون عليه الى استخلاص اكبر كم من الارباح، على حساب القضية الوطنية.

 

و طالب عدد من المتتبعين، من الجمعيات الناشطة في مجال تدبير النفقات، و حماية المال العام، بالدخول على خط ميزانية كرانس مونتانا في شقها المتعلق بدعم الدولة، و اطلاع الراي العام الوطني على الارقام و المعاملات المتعلقة بانجاح فعالياته، خصوصا الصفقات التي تفوت لصالح شركات التدبير المفوض، و التي يتم استقطابها من مدن خارج الصحراء في تنافي تام و مبادئ الجهوية المتقدمة، و في ضرب للتوجهات الملكية السامية، بضرورة دعم المقاولات المحلية خصوصا في هذه الربوع.

 

مقارنة بسيطة بين منتدى كرانس تبدير المال العام، و مظاهرة البوليساريو بجنيف، قد تجعلنا نقف على حقيقة الانتكاسة التي يعيشها ملف الصحراء، و الاسباب الحقيقية التي تساعد البوليساريو على التوغل في اوروبا، و في الدول الصديقة للمغرب، التي بدات تعيش على وقع منعطف خطير، متمثل في استقطاب فعاليات المجتمع المدني فيها، لمساندة الطرح الانفصالي، فهنيئا لنا بكرانس مونتانا و هنيئا لهم بما صنعت ايديهم…. و كل عام و نحن لتكاليف الباخرة دافعين.

زر الذهاب إلى الأعلى