رسالة الملك محمد السادس الى منتدى “كرانس مونتانا” رؤية ملكية طموحة لقارة افريقية أفضل

المحرر ـ الرباط

إن المتأمل في مضامين الرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى كرانس مونتانا، التي تحتضنها مدينة الداخلة، يجد أنها تتوافق مع الرؤية المتبصرة لجلالة الملك نحو القارة السمراء،
رسالة هي في الواقع موجهة إلى عموم العالم، مفادها أن المغرب يضع القارة الإفريقية في صلب اهتماماته الحكومية وسياسته الخارجية.، كما أنها ترسخ التوجه الإفريقي للسياسة الخارجية المغربية. وأبانت عنه المغرب في غير ما مناسبة، لم تكن أولها المواقف القوية المناصرة لقضايا شعوب القارة، ولن تكون آخرها المبادرات والمشاريع التنموية التي أطلقها جلالة الملك، محمد السادس، شخصيا، خلال الزيارات المتكررة التي قام بها جلالته لعدد من دول القارة.
 
فمن قضايا الشباب الافريقي،الذي اعتبرته الرسالة الملكية ” ثروة ديمغرافية” و”رصيد بشري معول عليه ان يكون ركيزة أساسية للتنمية، وفرصة ثمينة يتعين على القارة السمراء استثمارها للحاق بركب القوى الصاعدة”، الى قضايا التعاون جنوب -جنوب الذي جعل منه المغرب في صلب اهتماماته، فعلى مدى خمس عشرة سنة، أبرم المغرب 1000 اتفاق تعاون مع 28 بلدا إفريقيا ، يظهر جليا ان الملك محمد السادس يضع العنصر البشري في صلب انشغالاته، لذا لم يتردد جلالته في الدعوة الى صيغة افريقية تجمع بين المكون الاقتصادي والاجتماعي، وبين البعد الثقافي والروحي، وبين الجانب الأمني والعسكري، ليظل هذا المنظور أيضا نموذجا فريدا من نوعه.
 
الرسالة الملكية الموجهة الى مؤتمر كرانس مونتانا، ذكرت بمعضلة تعاني منها القارة الافريقية، وهي ظاهرة الهجرة التي اعتبرتها الرسالة الملكية على كونها تشكل في حد ذاتها فرصة يمكن استثمارها، وليست تهديدا بأي شكل من الأشكال، لأن أزمة الهجرة ، ليست حديثة العهد، ولا ينبغي اعتبارها قدرا محتوما، فهي تتطلب “منا العمل على تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية” معتبرا جلالته أن تقديم المغرب للاتحاد الافريقي أجندة إفريقية حول الهجر، تمحورت حول إحداث مرصد إفريقي للهجرة، وإحداث منصب المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي المكلف بالهجرة، وذلك من أجل الإلمام الصحيح بهذه الظاهرة في أبعادها الشاملة.
 
ومن القضايا الافريقية المؤرقة التي تعتبر تحديا للقارة الافريقية، قضايا المناخ ، والتي تدفع افريقيا ثمنا باهظا مقابلا له، لذا جاءت الرسالة الملكية بمقترح، ابرز وعي المغرب بما باتت تشكله هذه الظاهرة من تهديد متزايد للجهود الموجهة لخدمة قضايا التنمية والسلم والأمن بالقارة، مؤكدا جلالته أن تناول الموضوع هو من “من منطلق إنساني محض، يعزز التزام جلالته الراسخ تجاه الشعوب الإفريقية، كتوجه ثابت تجاه أشقائنا الأفارقة، وليس شعارا أجوف نردده في المحافل الدولية.
 
ان مضامين الرسالة الملكية وان تشعبت وتعددت، في تتمحور حول بيت قصيد واحد، هو ان الملك محمد السادس الافريقي، يعمل كل ما في وسعه وبنضال واستماتة من أجل نموها وتقدمها وازدهارها، ويعكس ايمان جلالته بقدرة ابناء افريقيا على ذلك لخدمة قارتهم، واستغلال ثرواتها وخيراتها، بالاعتماد على النفس، وبالتعاون والتضامن بين شعوبها ودولها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى