من يسعى الى إثارة الفوضى بجرادة؟

المحرر الرباط

 

تابعنا يوم أمس الاحداث التي عاشتها مدينة جرادة، و المواجهات التي اندلعت بين عدد من المواطنين و قوات المحافظة على النظام، عقب اصرار بعض الجهات على تحدي قرار السلطات المحلية القاضي بمنع كل مظاهرة غير مرخصة، في اطار احترام سيادة القانون، وفي ظل سعي الجهات المعلومة على الابقاء على حالة الاحتقان بالشارع حتى تعرقل مجهودات الدولة في تحقيق التزاماتها.

 

و إذا كان سمو القانون يمنع المظاهرات الغير مرخصة من طرف السلطات المحلية، نتساءل عن الاسباب التي تجعل جماعة العدل و الاحسان و معها بعض الجهات المتشائمة، متمسكة بتحدي القوانين و بتحريض الناس على الخروج للتظاهر بينما يلزم رؤوس الفتنة منازلهم و يتابعون الاشتباكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مظهر ينم عن الانتهازية التي تهيمن على تحركات الجماعة، و عن التغرير الذي ألفت نهجه في اثارة الفتنة و البلبلة.

 

إن ما وقع يوم أمس بمدينة جرادة، يؤكد فرضية تواجد أكثر من جهة في بلادنا، تسعى الى خلق الفتنة من خلال الركوب على الاحداث، و استغلال حاجة الناس لشحنهم ضد الدولة، و ذلك بهدف الابقاء على حالة احتقان لا شك أن جهات خارجية تسعى للانتعاش منها، و تمارس عبرها الابتزاز على الدولة، و هو ما يجعل المواطن البسيط، مجرد بيدق يستعمل في لعبة شطرنج لا يعلم عنها شيئا.

 

 جماعة العدل و الاحسان ام تحرك ساكنا قبل اليوم، رغم أن الجميع يعلم بأن المشاكل التي يتخبط فيها قطاع المناجم بالمنطقة قائمة منذ سنوات، بل و أن من بين اعضائها من يشتغل في هذا القطاع، لكنها فضلت الاحتجاج عقب الحادث المعروف، و بعدما خرجت مجموعة من الهيئات للاحتجاج، أي أنه حتى الاحتجاج لم تكن سباقة اليه، و سقطت بالمظل على المحتجين تماما كما فعلت مع حركة عشرين فبراير و الحراك في الريف…

 

إن ظاهرة الركوب على أمواج الاحداث، باتت هواية من هوايات الجماعة، التي تتحين فقط الفرصة من أجل اختراق المظاهرات، و تحوير مضامينها حتى تجلعها آلة تخدم أجنداتها السياسية، و هو ما تكرر في أكثر من مناسبة، ولامسه المتتبعون منذ احتجاجات ما قبل دستور 2011، حيث اختلط الحابل بالنابل، و استعرضت الجماعة عضلاتها في شوارع المملكة قبل أن ينزل الدستور كالصاعقة فوق رؤوس قياداتها.

 

و إذا كان الاصلاح لابد منه، كما تدعو الى دلك العدل و الاحسان، فإن امكانية تحقيقه تبتدئ من الذات، و من هنا ندعو قادة الجماعة الى اصلاح بيتهم الداخلي، عبر تأدية المبالغ التي بتابع فيها العدلاويين بمنح شيكات بدون رصيد، و محاربة ظاهرة الزنى و زنى المحارم المستفحلة في كواليس هذا التنظيم و من تم الدعوة الى الاصلاح، و إلا فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه أو حتى أن يدافع على إعطائه لغيره.

زر الذهاب إلى الأعلى