كرانس مونتانا: النهب و التبدير في أبهى حلله

المحرر الرباط

 

لطالما أُسيل الكثير من المداد حول التبدير الذي يطال صناديق الدولة باسم القضية الوطنية، و كيف أن الجهات المعنية قد ساهمت بطريقة أو بأخرى في الخزب الاستنزافية التي يشنها الخصوم على الدولة المغربية و صناديقها، من خلال تشجيع الموالين لهم على التهافت نحو الريع و قبول المناصب و الامتيازات التي تمنحها لهم الدولة رغم عدائهم لها.

 

و عندما نعلم بأن علي سالم التامك موظف بوزارة التعليم، و حمادي الناصري اطار بالمكتب الشريف للفوسفاط، و الغالية جيمي تتلقى راتبها من الدولة، بالاضافة الى العديد من الانفصاليين الاشباح في الوظيفة العمومية، فإن الامر يتضمن تضاربا غي المبادئ، و خلطا للأمور، خصوصا و أن هؤلاء لا يتورعون في الاصطفاف أمام الشبابيك الاتوماتيكية للابناك المغربية رأس كل شهر، بينما يعتبرون المغرب محتلا لأرضهم!!!

 

الريع و المال السايب، يبقى عنوانا بارزا من بين العناوين التي تصطف في كتاب القضية الوطنية، و عائقا أساسيا أمام إيجاد حل سلمي لهذا الملف، طالما أنه تحول الى عادة يروم أصحابها الى ابتزاز الدولة، فيما تستفيد أكثر من جهة منه، طالما أن الحل لمجابهة الخصوم ظل رهينا بالتبذير و اختلاق الانشطة التي تكلف الدولة الملايير دون فائدة، خصوصا عندما يتعلق الامر بشبكة متشعبة الخيوط تضم أشخاصا تربطهم علاقات لابد من الدولة أن تراجعها، على الاقل حتى لا يخرج علينا طاوجني اخر يفضح ما يقع في الكواليس.

 

ما الفائدة التي عمت على المغرب بعد تنظيمه لمنتدى كرانس مونتانا عدة مرات؟ و كيف ساهم هذا المنتدى في الترويج للقضية الوطنية، خصوصا بالقارة الاروبية، التي قدم منها خاوية الوفاض، و عاد اليها ببطن مملوؤة؟ هذا السؤال يجيب عليه آخر قرار للمحكمة الاروبية بخصوص اتفاقية الصيد مع الاتحاد الاروبي، و الذي اعتبر المغرب محتلا للصحراء في نسختيه الانجليزية و الاسبانية، ما يدحض نتائج كرانس مونتانا جملة و تفصيلا، و يضرب ما أهدر عليه من مال في الصفر.

 

إن ما بات يعيشه ملف الصحراء من أزمات و انتكاسات للجهات المغربية، خصوصا تلك التي طلت تراهن على الحصان الخاسر، يستدعي إعادة النظر في تفاصيل الجهات التي تمسكه، خصوصا و أن التحربة أثبتت على مر التاريخ بأن المكان الطبيعي للبعض الشخصيات التي تتحكم فيه ليس داخل هذا العالم الاستخباراتي الخبيث، فالفقيه لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يصبح ديبلوماسيا، و التحربة أكدت على أن تعاطي هؤلاء مع هذا الملف ظل رهينا بالفشل، و لم يستطع استقطاب سوى اللوبيات الضعيفة و الشخصيات الاعلامية الفاقدة للمصداقية.

 

عندما نتابع استبعاد عدد من الوجوه الصحراوية عن ملف الصحراء، رغم أن الجميع يعلم بأن هناك صحراويون ن شأنهم أن يدافعوا على وطنهم بشكل جيد، بينما تسند الامور لأشخاص لا يفهمون حتى تركيبة العنصر القبلي بالصحراء، فهنا نتأكد من أن الامر يتعلق بتفسيرين لا ثالث لهما، الاول هو أن الدولة لا تثق في هؤلاء و تشكك في ولائهم لها، أما الثاني فيتعلق بتواجد خفافيش ظلام لا مصلحة لها في أن تسند الامور لأهلها، و هو الاحتمال المرجح طالما أن الدولة لا يمكن أن تشكك في مواطنيها و هي لاتزال تفتح احضانها لمن يعاديها و تدعوهم للعودة.

 

خفافيش الظلام التي تسعى جاهدة الى ابقاء سيطرتها على ملف الصحراء، هي نفسها التي تدافع على الابقاء على منتدى كرانس مونتانا رغم فشله في الترويج للقضية الوطنية، و هي نفس الجهات التي تتعاقد في اطار هذا المنتدى مع شركات من خارج الصحراء لانجاحه، في ضرب لقيم الجهوية المتقدمة التي تبناها المغرب، و للتنمية المحلية المستدامة التي ظل جلالة الملك نصره الله يحث على ضرورة إقامتها خصوصا في الصحراء، فقيم هذه و تلك، تتنافى و تتعارض مع التعاقد مع شركات لتأجير السيارات من مدن خارج الصحراء، و مع اقصاء المنابر المحلية من طرف شركة تواصل تم استقدامها من الرباط.

 

على العموم فإن “سبعيام ديال المشماش” سوف تمر كما مرت سابقاتها، و سيعود السويسريون أدراجهم، تاركين الدولة تتخبط في الفواتير و مبالغ الصفقات التي أبرمت على هامش المنتدى، فيما تواصل البوليساريو توغلها بالدول الاروبية، بل و تسعى الى الضغط من أجل ابرام الاتفاقيات المتعلق بالصحراء، فهنيئا لكم كرانس مونتانا، و كل عام و أنتم تؤدون للسويسريين أمولا ضخما و تُجلدون حقوقيا فوق أرضهم ولا من يدافع عنكم ممن أكلوا الغلة و اختفوا في انتظار موسم الجني المقبل.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى