كرانس مونتانا: استنزاف لصناديق الدولة و تغريد خارج السرب

المحرر الداخلة

 

عاد منتدى كرانس مونتانا ليحط الرحال مرة أخرى فوق تراب المملكة المغربية، في مشهد تكرر منذ سنوات دون أن نلامس أي نتيجة بامكاننا مقارنتها مع ما الميزانية المرصودة لهذا المنتدى القادم من سويسرا، البلد الذي يُجلد فيه المغرب حقوقيا كل سنة.

 

تنظيم منتدى من هذا الحجم، سيكون إيجابيا لو أنه أعطى ثمارا ملموسة أو نتائج إيجابية تُحسب لصالح القضية الوطنية، خصوصا و أن مدينة الداخلة الواقعة فوق المناطق المتنازع عليها هي التي تخضن فعالياته، لكن عندما نتابع نفس المشهد يتكرر كل سنة، و كأن الامر يتعلق برحلة للاستجمام، فإن الامر يحتاج فعلا الى اعادة نظر، على الاقل لأن ذلك يتعلق بالمال العام الذي يصرف تخت غطاء القضية الاولى.

 

نفس المياه التي ترسو فوقها سفينة كرانس مونتانا، استثنتها المحكمة الاروبية من اتفاقية الصيد البحري مع المغرب، و رغم أن مدينة الداخلة قد ألفت احتضان هذا المنتدى بما يتخلله من مصاريف تكمن في تكاليف المأكل و المبيت و المبالغ الضخمة التي تصرف على كراء المنازل و السيارات و التجهيزات و الوسائل اللوجيستيكية… فإن البوليساريو تواصل توغلها في قلب أوروبا، و تقتحم الاحزاب العتيدة في دولها، الشيء الذي تمخض عنه فقدان بلد كانت ملكته حتى الامس القريب تتودد للمغفور له الحسن الثاني، و تتمنى أن تتناول وجبة سريعة على نفس الطاولة معه.

 

ماذا لو خصصت كل هذه الاموال التي تبذر ابتداءا من صفقة التواصل التي تفوت لصالح شركة واحدة و وحيدة دونا عن غيرها، و وصولا الى آخر درهم يدفع لمواطن يكتري سيارته لعمالة الداخلة في اطار المنتدى، “ماذا لو خصصت” للتنمية المحلية و محاربة البطالة، و دعم الفئات المعوزة؟ ثم ماذا لو أن الجهات المعنية تعاطت مع ملف الصحراء بمدئ ترشيد النفقات، و وضعت آليات و هياكل لمتابعة الصناديق السوداء، و الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه دعم موقع لا يقرؤه أحد بالملايين؟

 

كل هذه أسئلة لو دققنا فيها، سنجد بأن الدولة اليوم، في غنى عن احتضان كرانس مونتانا، و أن الاهتمام بشباب المنطقة و طاقاتها قد يكون أفضل بكثير من استقطاب العجزة  و كبار السن من قارة هي في الاصل عجوز شمطاء، يتقدم بها السن في اتجاه الشيخوخة، خصوصا و أن القارة الآسيوية قادمة بقوة، و من شأنها أن تغير موازين القوى على جميع المستويات، بل و أنها أضحت منافسا حقيقيا للتكتلات الاروبية داخل القارة الافريقية التي لاتزال و للأسف سوقا استهلاكيا لجميع المنتجات بما فيها المنتديات الفارغة المحتوى من حجم الكرانس.

 

بلادنا اليوم تحتاج الى عقول متنورة و عقليات جديدة، تعتمد في استراتيجيتها على القطع مع ممارسات الماضي، و الاعتماد على الطاقات الشابة في بناء و تنمية الصحراء، و قد يتواصل الفشل و تقديم المبررات الواهية طالما أن ربط المسؤولية بالمحاسبة، لازال بعيدا عن الجهات المكلفة بتدبير القضية، و طالما أن البوليساريو عازمة على تعكير صفو المملكة و استغلال أخطاء الجهات المعلومة التي تتكرر بشكل مستمر ولا من يحاول اصلاحها في ظل المعزة التي توزع تحت الطاولة.

زر الذهاب إلى الأعلى