المحرر عن الحسيمة سيتي
بعد 5 أشهر من انتخابات الـ 7 من أكتوبر 2016، بدأت تلوح في الأفق سيناريوهات عدة لتجاوز حالة “البلوكاج” أبرزها لجوء رئيس الحكومة المكلف عبد الإله ابن كيران للملك محمد السادس معلنا فشله في تشكيل الحكومة، أو إعادة انتخابات تشريعية أخرى، أو ربما إمكانية استقالة ابن كيران على خلفية هذا الفشل.
ويبقى خيار استقالة بنكيران واردا جدا، بعدما تحدثت تقارير إعلامية عدة عن إحباط بنكيران بسبب الابتزازات التي يتعرض لها. لكن نادرا ما يستقيل مسؤول حكومي أو قيادي بارز في حزب سياسي في المغرب، وإن أقدم عليها فهي تدخل في خانة السابقات السياسية التي لم يعهدها المغرب.
هذه أبرز الاستقالات التي عرفتها الساحة السياسية المغربية خلال العقود الماضية:
انسحاب اليوسفي ونهاية الاتحاد الاشتراكي
عبد الرحمان اليوسفي، القيادي البارز في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي، وقائد حكومة التناوب التوافقي من 1998 إلى 2002 ، استقال من قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي سنة 2003 شهورا قليلة قبل المؤتمر السابع، في زمن التشبث بالمناصب وحب المقاعد.
استقالة اليوسفي شكلت صدمة كبيرة في ذلك الوقت، وكتبت نهاية مرحلة سياسية مهمة شهدت عديد التقلبات السياسية. ورأى مجموعة من المحللين أن استقالة اليوسفي ترجع إلى تعيين الملك أول وزير تكنوقراطي بعد انتخابات شتنبر 2002، حيث انتقد في تصريح ببلجيكا مباشرة بعد هذا القرار، مستقبل الديمقراطية بالمغرب، وطالب بربط المسؤولية بالأغلبية البرلمانية.
المساري الحكيم.. يقول كلمته
أعلن محمد العربي المساري، المؤرخ والصحافي والسياسي الحكيم، انسحابه من عضوية اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وهي أعلى هيئة تقريرية داخل الحزب، بعد طلب تجديد الثقة في عباس الفاسي، ليكون أمينا عاما لولاية ثالثة من طرف مقربين منه، رغم أن القانون الداخلي للحزب يمنع عليه ذلك.
قرار المساري كان مفاجئا باعتبار أنه كان لا يأبه بالأمور التنظيمية، وكان يرعى مكانته بالحزب كالرجل المثقف والباحث. قرار المساري، وزير الإعلام آنذاك، كشف درجة الأزمة التي كان يعيشها حزب الاستقلال.
بنعلي المنصوري يضع استقالته على مكتب الملك
بعد انتفاضة 84 وعلى إثر خطاب الأوباش الشهير قام بنعلي المنصوري بخطوة جريئة بوضع استقالته من منصب وزير النقل الذي كان يشغله سنة 1984 على مكتب الملك الحسن الثاني رافضا بذلك وصف الملك لناس الشمال والريف بلفظ الأوباش، لكون المنصوري ينحدر من الريف.
لكن الملك رفض استقالته وجعله أكثر قربا من دائرة الحكم بتكليفه بمهمة بالديوان الملكي حيث لا يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.
زيان وموقف شجاع على الهواء مباشرة
أعلن الوزير السابق لحقوق الإنسان، والسياسي المثير للجدل محمد زيان، استقالته مباشرة على القناة الثانية، في فبراير 1996، بسبب معارضته لحملة التطهير التي كان يقودها إدريس البصري، ضد رجال أعمال مغاربة.
وشكل زيان بذلك سابقة في التاريخ السياسي المغربي بخطاب ناري في “بلاطو” القناة الثانية، يقول الكاتب الصحافي خالد الجامعي في حوار سابق “تفاجأت عندما بدأ زيان يستنكر طريقة إدارة حملة التطهير، وينتقد التجاوزات التي تمارس من طرف وزارة الداخلية بكل شجاعة”.
وتضاربت الأنباء حول استقالة أو إقالة زيان، لكنه صرح في مناسبات عديدة أنه استقال بمحض إرادته لأن الحملة التي أثرت سلبا على اقتصاد المغرب، طبقت دون أن يؤخذ برأيه كوزير مسؤول في الحكومة.
اكديرة يتخلى عن صديقه الملك
أحمد رضا اكديرة، أحد المقربين للملك الحسن الثاني، قدم استقالته من حكومة 1964 التي كان يرأسها أستاذ الحسن الثاني محمد باحنيني، احتجاجا على تأسيس محكمة خاصة لمحاكمة وزراء مرتشين، لأنه كان يعتبر أن الترسانة القانونية المتوفرة كانت كافية لمحاكمة هؤلاء الوزراء.
استقالة ثانية سيقدمها اكديرة سنة 1969، ستبعده عن القصر لمدة طويلة، سببها قيام أوفقير، وزير الداخلية آنذاك، بقمع مظاهرة طلابية بشكل تعسفي، حيث اعتبر أن البلاد تتعامل بديكتاتورية كبيرة يقودها العسكر رغم وجود الملك.
الاتحاد الاشتراكي.. انسحابات بالجملة
بعد احتلاله المرتبة الخامسة في الانتخابات التشريعية لسنة 2007، أعلن محمد اليازغي ونائبه عبد الواحد الراضي انسحابهما من الأمانة العامة لحزب الاتحاد الاشتراكي، إثر الضغوطات التي مارسها المكتب السياسي على القياديين.
وفي نفس السياق تخلى المرحوم أحمد الزايدي عن رئاسة الفريق الاشتراكي بالبرلمان، بسبب ما اعتبره غياب الانسجام بين نواب الحزب، بعدما أقاله إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، الذي سارع لبعث رسالة لمكتب مجلس النواب حول إقالة الزايدي،لكنها رفضت بسبب تناقضها مع النظام الداخلي للبرلمان.