أراك عصي الدمع يا حامي الدين

واحد ممن خلق الله للمحرر

 

و أنا أتابع قضية استدعاء عبد العالي حامي الدين من طرف قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس، بعدما ملفت نفسي عناء التنقل من مدينة الرباط لحضور هذه القضية التي قد تعتبر انتصارا للقضاء على “تشلهيب السياسيين”، رأيت في ملامح القيادي في العدالة و التنمية، ما لم أره في جميع صوره المنتشرة على موقع غوغل.

 

عبد العالي حامي الدين، و هو يلج المحكمة متخفيا مطأطأ الرأس، بدا و كأنه خائف و تائه، لا يختلف كثيرا عن شخص محكوم بالاعدام ينتظر قدره المحتوم، لم يتكلم مع أحد، و حتى شفتاه كانتا ملتصقتان ببعضهما البعض، و كأن فمه نشف من الريق، بسبب أو بآخر.

 

سبحان مبدل الاحوال، هل أنا واقف أمام ذلك الرجل الذي كان يضرب الطاولة خلال الندوة التي نظمها؟ هل يتعلق الامر بحامي الدين البرلماني الذي يتدخل تحت قبة البرلمان و كله ثقة في النفس، هل هذا هو حامي الدين صاحب الاعمدة في جريدة أخبار اليوم لصاحبها بوعشرين المعتقل على خلفية تورطه في قضايا تتعلق بالاغتصاب و الاتجار في البشر؟ غير معقول، لا يمكن، مستحيل….

 

الحالة التي كان عليها عبد العالي اليوم، منذ وصوله الى محيط المحكمة، تؤكد على أن الرجل لم ينم ليلة البارحة، و قضاها في التفكير و تحضير الاجوبة، كما أنها دليل على اصابته بالاحباط و الاكتئاب بعدما رضخ مرغما لقرار المحكمة، رغم محاولات وزراء و قياديين الدخول على الخط و الحيلولة دون ذلك، فمن عاين حالة هذا الرجل اليوم، سيتأكد من أمرين اثنين، أولهما تورط حامي الذين في مقتل ايت الجيد و ثانيهما هو أن الرجل لا يساوي شيئا دون أحضان قياديي العدالة و التنمية.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد