عفوا “العزيز” أخنوش: شعبية بنكيران لن تتكرر

المحرر الرباط

 

نتساءل عن سر الخرجات الغير المسبوقة للوزير عزيز أخنوش، و الثقة في النفس الزائدة عن اللزوم، في خطاباته السياسية الاخيرة، التي اختار لها اطار “أغراس أغراس”، و جال بها عددا من المدن داخل المغرب و خارجه، في وقت يعلم فيه الجميع بأن الوزير الراكب فوق عنق الحمامة، لم ينم في يوم من الايام في منزل آيلٍ للسقوط، و لم يفكر في التجمع الوطني لرمضان و الدخول المدرسي و بعدهما عيد الأضحى.

 

لماذا تحول حزب الاحرار فجأة الى مدافع عن القطاعات الاجتماعية “التعليم و الصحة و التشغيل”، و هو نفس الحزب الذي ألف التفاوض على القطاعات الانتاجية؟ سؤال تسهل الاجابة عليه، إذا ما ربطنا هذه القطاعات بالشعبية التي حققها حزب العدالة و التنمية و حزب التقدم و الاشتراكية خلال فترة تدبيرهما للقطاعات الاجتماعية، و هو الشيء الذي افتقده التجمعيون حين كانوا يفاوضون على قطاعات أخرى.

 

من جهة أخرى، يتبين أن الأوراق قد اختلطت على عزيز أخنوش، و بات يروج لبرامج خارج إطار الحكومة رغم أنه مشارك فيها، و من هنا نتساءل عن الاسباب التي تحول دون أن يتقدم حزبه بهذه البرامج كعضو في الاغلبية، بدل الترويج لها في الخطابات الحزبية، الشيء الذي يمكن ربطه بما يروج في الكواليس، بخصوص اعداد اخنوش للعدة كي يترأس الحكومة المقبلة.

 

أخنوش رئيسا للحكومة المقبلة؟ حسب بعض الخبراء، فان هذا الأمر شبه مستحيل خصوصا و أن الجروح التي تسببت فيها عدد من الفضائح التي تداولتها وسائل الاعلام، لاتزال غائرة، بينما يتمتع الناخب بذاكرة قوية، و يعلم الفلاح بتفاصيل مخطط المغرب الأخضر، كما يعلم الصياد بنظيره في الصيد البحري، فيما تغيب الشعبية عن أخنوش داخل بيوت المغاربة.

 

و إذا كان عزيز أخنوش، يعتقد بأن التركيز على القطاعات الاجتماعية، و ما يتخللها من مشاكل و كثلة بشرية سيعطي لحزبه شعبية، فهو واهم، خصوصا في ظل الشعبية التي انتزعها عبد الاله بنكيران، و التي تجعل من تصريحاته المهاجمة لأخنوش حجرة عثرة قد تجعل أغلب الناخبين يصوتون على الشيطان و لا يصوتون على حزبه.

 

إن ما يجهله أخنوش، و من يصفق لخرجاته، هو أن الشعب المغربي قد قطع مع الاحزاب الإدارية التي لم تقدم منذ نشأتها حلولا للمشاكل التي يتخبط فيها الشعب المغربي، و التي ظلت تفاوض منذ البداية على مناصب وزارية بعيدة عن “صداع الراس” و إن سبق لحزب أخنوش أن دبر في يوم من الايام قطاعا من القطاعات التي سقط اليوم سهوا عليها فليذكرنا بها، و الى ذلك الحين نقول لعزيز “عفوا فإن شعبية بنكيران لن تتكرر”.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد