الحرب مع البوليساريو يجب أن تبتدئ من أساسها

مقال رأي عادل قرموطي

 

يواصل المغرب حشد اسلحته الثقيلة في اتجاه الشريط الحدودي المتاخم للأراضي الجزائرية و الموريتانية، في مظهر ينم على التصعيد الخطير الذي يسود على العلاقات بينه و بين غريمه الاول جبهة البوليساريو، الشيء الذي يوحي بأن الحرب قد أصبحت على شفا حفرة، و قد تندلع في اي وقت و اي مكان، لمجرد وقوع خطأ في اطلاق النار من هذا الجانب أو ذاك.

 

التعزيزات العسكرية التي باشرها المغرب منذ اعلان البوليساريو عن عزمها منع رالي موناكو دكار، تؤكد على أن القوات المسلحة الملكية تتوفر على ما يكفي من الاسلحة و الوسائل لسحق عناصر البوليساريو، و لن تمضي في ذلك اكثر من أسبوع اذا لم تتدخل القوات الجزائرية لمساندتها في الكواليس، تماما كما وقع خلال الحرب قبل سنة 1991، حيث اتفق الطرفان على ايقاف اطلاق النار.

 

و اذا كان لابد من حرب ضروس لانهاء هذا الملف المفتعل، و جمع شمل الصحراويين، فلابد حسب اعتقادنا، أن يفكر القائمون على الشأن العسكري في بلادنا، في بدئها من الاساس، و ذلك من خلال مراجعة العديد من الامور التي قد تؤثر سلبا على عناصر قواتنا المسلحة، طالما أن الفساد في بعض المرافق العسكرية يحتاج الى مزيد من الصرامة و الشجاعة، و طالما أن من بين الجنرالات من حان الوقت لابعاده عن المنطقة الجنوبية.

 

الجنود الذين تعتمد عليهم الدولة في حربها ضد الاعداء، هم الطبقة الاكثر تضررا من فساد بعض الجهات في العسكر، خصوصا مصالح التموين العسكري بعدد من الوحدات و المناطق العسكرية، حيث يطمع الضابط في كيلوغرامين من العدس تخصصها الدولة للجندي، و حيث يرى القادة في عناصرهم، مجرد علب من الحليب، يستحوذون عليها اذا ما منحوهم اجازة، ليبقى اهم شيء في المعادلة هو حصة لتموين التي يفترض الاستغناء عنها في شهر الاجازة.

 

ما لا يعرفه الكثيرون، هو أن الاسود المرابطين في الخطوط الامامية للدفاع، لا يأكلون اللحم الطري سوى خلال اليومين الذين يعقبان توزيعه، بعد ذلك يشرعون في استهلاك “القديد” الذي يصنعونه مخافة فساد اللحم، أما بالنسبة للخضار فتخيلوا كيف ستكون حالة البصل و الطماطم، عقب نقلهما نحو الجنود من المدن في اتجاه الصحراء، على مسافة قد تزيد على 400 كيلومتر، بل و في بعض الاحيان تبيت هذه الخضر على متن الشاحنات ليومين و ثلاثة ايام قبل نقلها.

 

و عندما نتحدث عن جندي مستعد للحرب، فاننا نتحدث عن شخص يستفيد من نظام غذائي متكامل، حسب المعايير الدولية للصحة، و ذلك حتى يكون على استعداد بدني و نفسي، يخول له حمل السلاح و مجابهة العدو، لكن عندما يتعلق الامر برجل يتناول خضرا قطعت مئات الكيلومترات من اكادير في اتجاه الصحراء ثم بعد ذلك نحو الخطوط الامامية للدفاع، فان الامر يحتاج الى اعادة نظر في مجموعة من الاشياء التي تعتبر اساسا لخلق جيش متكامل، عناصره يتوفرون على ما يكفي من القوة الجسمانية لسحق العدو.

 

هذا راي لا يمكن ان يكون هداما، او تطاولا على المؤسسة العسكرية التي نكن لها كامل التقدير و الاحترام، و مستعدين بدورنا لتقديم الغالي و النفيس لأجلها و لأجل مقدساتنا الوطنية، بقدر ما هو ملاحظة ربما قد لا يقرؤها المسؤولون، طالما انها لا تدخل في مصلحة بعض الوجوه التي نحن عازمون على فضحها حتى و ان اقتضى الامر مجابهتنا بالعراقيل و المشاكل، و لنا في القادم من المقالات مزيدا من الملاحظات و حتى العتاب حبا في مملكتنا و ملكنا، الذي أعلن منذ مدة الحرب على المفسدين.

تعليق واحد

  1. مقال في الصميم أخي عادل قرموطي ، وكيف لا وأنت منت تعيش في الأقاليم الجنوبية وتعرف الشاذة والفاذة عملية التموين والطريقة التي توزع بها والحالة الرديئة للمواد الغذائية التي تقدم لجنودنا البواسل ، أرجو أن يأخذ كبار المسؤولين ببلادنا موضوع هذا المقال بجد ويتحركوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ، لأن جنودنا البواسل تحت القيادة الرشيدة لملكنا الهمام يستحقون كل تقدير وكل عناية …

زر الذهاب إلى الأعلى