هكذا مارس الملك واجباته كأمير للمؤمنين من خلال خطابه الاخير

عادل قرموطي

 

لا يختلف اثنان حول مضامين الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب، و الذي تمحور حول ثلاثة نقاط أساسية هي “الهجرة والتنمية الافريقية و الارهاب”، في وقت تضمن خطاب الملك العديد من الأشياء التي تحققت لأول مرة في تاريخ خطب القادة العرب، بينما مارس هذا الأخير واجبه الديني كأمير للمؤمنين ليس فقط في المغرب، و انما في عدد من الدول الافريقية التي يعتبره سكانها كذلك لعدة اعتبازات لعل اهمها هو نسله المنحدر من ال البيت.

 

الملك و خلال حديثه عن الارهاب و الخطر الذي يشكله على الشباب المسلم خصوصا المقيم في أوروبا، أماط اللثام عن هذه الظاهرة بكل واقعية و بعيدا عن لغة الخشب، فكان أول قائد عربي في التاريخ يبدي رأيه في دوافع التطرف، و يتحدث بكل واقعية عن الاوهام التي يبيعها المتطرفون للشباب من أجل استقطابهم، في سابقة تحدث خلالها عن الحور العين و انتقذ بشكل صريح تحريم بعض الجهات لسماع الموسيقى، و ما الى ذلك من الاشياء التي لم يسبق لأي قائد عربي أن تحدث عنها.

 

وفي ربط لمضامين الخطاب الملكي ببعضها البعض، فان الملك قد استهدف بالدرجة الاولى افريقيا، و اراد أن يربط أمن العالم و استقراره، بأمن أفريقيا و تقدمها بالاضافة الى الاعتناء بشؤون المهاجرين الذين تحولوا بسبب التهميش و العنصرية  و غياب التكوين الديني و اللغوي الى لقمة سهلة المنال بالنسبة للمتطرفين، و هو ما دفعه الى ممارسة واجباته كأمير للمؤمنين من أجل معالجة هذا الوضع الذي يشكل خطرا حقيقيا على العالم بأسره.

 

وفي حديثه عن مجهودات المغرب في تسوية وضعية المهاجرين الافارقة، بشكل يصون كرامتهم و يحفظ حقوقهم، مرر الملك محمد السادس رسائل الى بعض الدول التي تضررت من تجنيد هؤلاء من طرف الارهابيين، و كأنه يدعوها الى نهج سياسة مغايرة في التعامل معهم، و ردع العنصرية التي تنهج ضدهم، تماما كما هو الحال بالنسبة للمغرب، حيث لم تسجل قط أية حالة لالتحاق أحد هؤلاء بالتنظيمات الارهابية، ما يعتبر نجاحا لم تحققه حتى الدول الاكثر ديموقراطية في العالم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى