المغرب يستعيد “ذاكرة اليهود المغاربة”

المحرر ـ متابعة

تسلمت مؤسسة أرشيف المغرب اليوم جزءا من ذاكرة اليهود المغاربة، بعد رقمنته من طرف متحف “المحرقة” بواشنطن. هذا الارشيف سيغني تراث المغرب الوطني ويعطيه دفعة جديدة للبحث الاكاديمي حول اليهود المغاربة.

قال مدير مؤسسة أرشيف المغرب جامع بايضا، في كلمة بمناسبة زيارة وفد فرنسي اليوم الخميس إلى مؤسسة أرشيف المغرب بالرباط، إن استعادة جزء مهم من ذاكرة اليهود المغاربة هو ثمرة العديد من المبادرات والاتصالات، لاسيما مع الارشيف الدبلوماسي الفرنسي ومؤسسة ذاكرة المحرقة، مؤكدا أنه تمت رقمنة جزء كبير من هذا الارشيف من قبل متحف المحرقة بواشنطن وأن المفاوضات لازالت جارية لاستعادة نسخ رقمية أخرى.

وأضاف أنه تفعيلا لمقتضيات القانون المنظم للأرشيف بتاريخ 30 نونبر 2007 الذي يضع على كاهل مؤسسة أرشيف المغرب مهمة “جمع مصادر الارشيف المتعلقة بالمغرب والموجودة في الخارج، ومعالجتها وتيسير الاطلاع عليها”. واعتبارا للرافد العبري ضمن مكونات تاريخ المغرب وهويته، حسب المتحدث نفسه، عملت المؤسسة على استعادة جزء مهم من ذاكرة اليهود المغاربة الموجود في مراكز أرشيف فرنسية.

وذكر بايضا بأن “التراث اليهودي المغربي الذي يجد جذوره في تاريخ المغرب منذ أزيد من قرنين كان محط العديد من المبادرات لاعادة تأهيله وتثمينه”، مبرزا أن الذاكرة اليهودية المغربية تراث ينبغي على كل مغربي ، يهودي كان أو مسلم، أن يعتز باستعادته .

من جانبها، أكدت الوزيرة الفرنسية المكلفة بالشؤون الاوروبية نتالي لوازو أن الارشيف الذي تم تسليمه يهم سلسلتين هامتين من تاريخ الطائفة اليهودية بالمغرب وكذا ملفات استقدمت في غالبيتها من مكتب الاقامة العامة ومديرية الشؤون السياسية (1936- 1944) ومن الداخلية (1944- 1955) المكلفة بقضايا اليهود.

وأوضحت أن “هذا الارشيف ،أزيد من 32 ألف صفحة، يمثل وثائق استثنائية لمعرفة تاريخ المغرب والتاريخ بين البلدين، مضيفة أن “تسليمه لشركائنا المغاربة يشكل حدثا هاما في العلاقات الثنائية حول قضايا الذاكرة”.

واعتبرت أن تسليم هذا الارشيف يكرس مرحلة جديدة في تنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين مديرية الارشيف التابعة لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية ومؤسسة أرشيف المغرب ، مذكرة في هذا الصدد بتسليم مراسلات لبريد فرنسا بطنجة عام 2013 برسم الفترة (1892- 1912) ، أي نحو 4500 نسخة.

أما وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسن، فأعربت عن أسفها لكون “ذاكرة اليهود المغاربة مبتورة وغير مكتملة في الوقت الراهن” وأن التراث الارشيفي “منشور في دول العالم ويصعب الولوج إليه”، معتبرة أن من شأن هذه الهبة أن تتيح معرفة جيدة بتاريخ اليهود المغاربة على امتداد ال150 سنة الاخيرة وكتابته انطلاقا من المغرب.

و.م.ع

زر الذهاب إلى الأعلى