هل ستبقى خطابات الملك في واد و تصرفات سياسيينا في واد؟؟؟

عزيز المشوكر المحرر

ونحن نتابع باهتمام كبير خطاب جلالة الملك محمد السادس خلال ترأسه لافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة، و على غرار باقي الخطابات الأخيرة، جاء الملك ليؤكد مرة أخرى على أن دور السياسي اليوم لم يعد محصورا في انتظار الأوامر لتنفيذ ما يمكن تنفيذه بل أصبح ملزوما عليه أن يكون مبدعا و مبتكرا لأفكار جديدة حتى تعم الفائدة على الجميع، و للمرة الثالثة لازال ملك البلاد مصرا على تذكير الطبقة السياسية المتهاونة في القيام بواجبها، و التي تعيش في سبات عميق جعلها هي في واد و تطلعات الملك و الشعب في واد.

إن خطاب الملك اليوم الذي دعا فيه لبلورة سياسة جديدة و مندمجة للشباب تقوم بالأساس على التكوين و التشغيل قادرة على إيجاد حلول واقعية لمشاكل شبابنا الذي يعاني من الإقصاء و التهميش في ظل غياب نجاعة سياسية للطبقة السياسية المشلولة التي لا تعير اهتماما لا لمشاكل شباب أو شياب هذا الوطن، بل همها الوحيد هو التهافت وراء المناصب و الصفقات التي تدر عليهم ملايير السنتيمات.

اليوم أصبح مفروضا بل واجبا محتوما على سياسيينا مراجعة أنفسهم و سياستهم تجاه المواطن و التي لا تساير الإنجازات التي حققها المغرب في ظل السياسة الحكيمة لعاهل البلاد .

ولضمان شروط النجاعة و النجاح لهذه السياسة الجديدة ينبغي استلهام مقتضيات الدستور و إعطاء الكلمة للشباب والإنفتاح على مختلف التيارات الفكرية و الإستفادة من التقارير و الدراسات التي أمر جلالته بإعدادها و خاصة تلك المتعلقة بالثروة الإجمالية للمغرب.

وما مطالبة الملك بالإسراع في إقامة مجلس استشاري خاص للشباب والعمل الجمعوي كمؤسسة دستورية للنقاش و إبداء الرأي و تتبع وضعية الشباب إلا دليل على الرؤية السديدة لجلالته حتى تمر البلاد من مرحلة لأخرى متسمة بالوضوح و الشفافية.

وبهذا يكون الملك قد قطع الشك باليقين على أن مستقبل المغرب رهين بشبابه و بمدى استيعاب الطبقة السياسية للدروس و العبر التي مافتئ جلالته يذكرهم بها وكذا العمل على وضع الطبقة الهشة كأولوية لدى كل سياسي حتى بلوغ الهدف الذي يصبو له كافة المواطنين المغاربة.

زر الذهاب إلى الأعلى