خطاب البرلمان..الشباب في صلب الاهتمام الملكي

المحرر ـ الرباط

على غرار خطاب 20 غشت 2012، تناول الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس في افتتاح الدورة الأولى للسنة التشريعية ، موضوع  ثروة الوطن “الشباب” ، وهو ما يجسد الاهتمام الملكي، بهذه الشريحة المهمة، في المجتمع، والتي لا يستقيم أمر أي تنمية أو تقدم ، الا بالعناية بها، وإيلائها الأهمية التي يستحقها، من منطلق انه لا يستقيم ، أمر اي مشروع تنموي جاد، وفعال،  الا بسواعد الشباب وإبداعاته٬ واستثمار طاقاته.

 

وأكد جلالة الملك أن مجمل التغيرات التي يعرفها المغرب قد أفرزت انبثاق الشباب كفاعل جديد له وزنه وتأثيره الكبير في الحياة الوطنية، إلا أنه «ورغم الجهود المبذولة فإن وضعية شبابنا لا ترضينا ولا ترضيهم، فالعديد منهم يعانون من الإقصاء والبطالة ومن عدم استكمال دراستهم وأحيانا حتى من الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية».

كما اعتبر جلالته أن منظومة التربية والتكوين لا تؤدي دورها في التأهيل والإدماج الإجتماعي والإقتصادي للشباب، في حين أن السياسات العمومية القطاعية والاجتماعية فرغم أنها تخصص مجالا هاما للشباب إلا أن تأثيرها على أوضاعهم يبقى محدودا لضعف النجاعة والتناسق في ما بينها وعدم ملاءمة البرامج لجميع الشرائح الشبابية.

واعتبارا للارتباط الوثيق بين قضايا الشباب وإشكالية النمو والاستثمار والتشغيل، اعتبر جلالة الملك «أن معالجة أوضاعهم تحتاج إلى ابتكار مبادرات ومشاريع ملموسة تحرر طاقاتهم وتوفر لهم الشغل والدخل القار وتضمن لهم الاستقرار وتمكنهم من المساهمة البناءة في تنمية الوطن».

وخص جلالة الملك بالذكر ، وضعية الشباب الذين يعملون في القطاع غير المهيكل، والتي تقتضي إيجاد حلول واقعية قد لا تتطلب وسائل مادية كبيرة، ولكنها ستوفر لهم وسائل وفضاءات للعمل في إطار القانون بما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع.

وعلى غرار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، دعا جلالة الملك لبلورة سياسة جديدة مندمجة للشباب تقوم بالأساس على التكوين والتشغيل، قادرة على إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم الحقيقية، وخاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية والفقيرة.

ولضمان شروط النجاعة والنجاح لهذه السياسة الجديدة، دعا جلالته لاستلهام مقتضيات الدستور، وإعطاء الكلمة للشباب، والانفتاح على مختلف التيارات الفكرية، والإفادة من التقارير والدراسات التي أمرنا بإعدادها، وخاصة حول “الثروة الإجمالية للمغرب” و”رؤية 2030 للتربية والتكوين”، وغيرها.

وفي أفق بلورة واعتماد هذه السياسة، دعا جلالة الملك للإسراع بإقامة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي كمؤسسة دستورية للنقاش وإبداء الرأي وتتبع وضعية الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى