زكرياء بابا هاني: الطبيب الذي دخل منازل مدينة تيفلت عبر قلوب أصحابها

المحرر مراسلة خاصة

 

 

شاءت الاقدار أن ألج المستشفى الاقليمي لمدينة تيفلت زوال يوم امس الخميس، من أجل العلاج، فلفت انتباهي عدد النساء اللاتي تجمهرن داخل قاعة لم تتسع لعددهن الهائل، في مشهد أعادني الى بعض المناسبات التي يتم خلالها توزيع المساعدات على الاسر المعوزة، فظننت في بادئ الامر أن احدى الجمعيات تقوم بنشاط صحي اجتماعي لصالح المواطنات، أو أن المستشفى يحتضن عملية اعذار جماعي تطوعت في تنظيمه فعاليات المجتمع المدني!!!

 

 

الاجواء لا تفيد بان الامر يخص نشاطا جمعويا، ما دفعني الى القيام بمحاولة لاستكشاف حقيقة الامر، و كأي مغربي يصاب بالحرارة كلما صادف تجمهرا هنا أو هناك، تقدمت نحو رجل امن خاص كان متواجدا بعين المكان فسألته بلطف : “خويا آش واقع عندكم فالسبيطار”؟ لم يتردد في اجابتي بابتسامة عريضة: ” اليوم يشكل عيد المرأة في هذا المستشفى” لم أفهم كلامه فطالبته بتوضيح.

 

 

رجل الامن الخاص، تحدث بعفوية عن طبيب نساء و توليد اسمه “زكرياء بابا هاني” يخصص يومي الثلاثاء و الخميس لفحص النساء، في اطار واجباته المهنية، و أوضح أنه لن يغادر قاعة الفحص حتى ينتهي من فحص جميع النساء المتواجدات في عين المكان، حتى و إن اقتضى الامر أن يبقى الى منتصف الليل، الشيء الذي اعطاه شعبية في مدينة تيفلت، تمخض عنها ازدياد في عدد النساء القادمات الى المستشفى حتى و ان كان الامر يتعلق بفحص روتيني عادي.

 

 

وقفت وقفة تأمل أمام تلك النسوة و هن بصدد الحديث عن مهارة الطبيب و حسن معاملته، فمنهن من تؤكد على انه قد اشرف على توليدها بكل حرفية، و منهن من قالت أنه وصف لاحدى بناتها دواءا كانت فعاليته أكثر من جيدة، فتأكدت من أن مجال الصحة في بلادنا يعج بالكفاءات و الضمائر الحية، و أيقنت أن أمثال هذا الطبيب هم كثر لا محالة طالما أن ملأ السنابل تنحني تواضعا.

 

 

خرج الطبيب من قاعة العلاج، رجل محترم، حتى مطالبته للنساء بالاتزام بالهدوء كانت بطريقة قليلا ما نراها في المؤسسات العمومية، و عندما لمح عجوزا تنتظره، تحدث الى النساء بلطف مطالبا بالسماح لها بالدخول اولا، حينها قررت أن لا اترك الفرصة تمر دون أن أشير الى هذه القصة و أن أنوه بهذا الرجل الذي أعجبت بأخلاقه كثيرا.

زر الذهاب إلى الأعلى