لهذه الاسباب أنفق ولد الرشيد مايناهز المليار من أجل ازاحة شباط

عادل قرموطي المحرر

 

لاتزال عدد من الجهات تتساءل عن الاسباب التي دفعت حمدي ولد الرشيد، رجل السلطة السابق، و السياسي رجل الاعمال الحالي، ينفق مليارا من السنتيمات على مؤتمر حسم في مسار حميد شباط السياسي، و اسفر عن امين عام للميزانيين، اقترحه حمدي و دافع عنه بشراسة، تماما كما فعل من قبل مع حميد الذي اصبح في خبر كان.

 

لماذا انقلب حمدي على حميد بعدما كان من اشد مناصريه؟ و لماذا تابعنا اهتمام هذا الرجل بمؤتمر الحسم في الامين العام لحزب الاستقلال أكثر من صقور التيار الفاسي أنفسهم؟ و كيف تمكن حمدي من بسط نفوذه على المكتب التنفيذي للحزب؟؟؟ أسئلة تحتاج الى ربط الماضي بالحاضر، و الى كثير من التمعن من اجل الاجابة عنها، خصوصا عندما نعلم بأن حمدي كان على حافة حفرة في الانتخابات الاخيرة التي كانت ستقذف به خارج الساحة السياسية لولا بعض المناورات المعروفة.

 

ان أكبر ضربة تلقاها ولد الرشيد في مساره السياسي، كانت من الصديق، بعدما ظل صامدا في وجه ضربات الخصوم، هذا الصديق الذي لم يكن سوى حميد شباط، و هذه الضربة التي تمثلت في مغادرة الحزب للحكومة، و هو ما كبد حمدي خسائر لا بعلمها سواه، خصوصا بعدما تبين أنه قد فقد المئات من الاصوات في الانتخابات الاخيرة، بعدما عجز على استغلال مناصب الاستقلاليين في الحكومة من اجل قضاء حوائج للغير كانت ستساهم في الرفع من قيمته.

 

في حكومة يقودها بنكيران، و كما يعلم الجميع، يصعب كثيرا قضاء الحوائج عبر الاتصالات الهاتفية، كما هو الشأن بالنسبة لحكومة الفاسيين، حيث كان الموظفون ينتقلون بالوساطة و المستثمرون يقضون حوائجهم بالهاتف المحمول، وحيث كانت المشاريع تؤشر بالتدخلات، و يتبجح السياسيون بقضاء اغراض الناس عبر الاتصالات الهاتفية بالوزراء، الشيء الذي ضيع على حمدي فرصا ثمينة لاشك أنها جعلت قيمته كاحد النافذين تنقص لدى مريديه المتملقين له…

 

ولعل ساكنة العيون، ستلاحظ أن عدد الاشخاص الذين الفوا التجمهر امام بلدية العيون في انتظار ولد الرشيد كي يقضي اغراضهم، قد تقلص بشكل كبير منذ خروج الاستقلاليين من الحكومة، و هو الشيء الذي أثر على حمدي من جهتين، الاولى هو تقلص الاحساس بجنون العظمة الذي يجعل المرء يعتقد أن الحياة بدونه جحيم، و التخوف من فقدانه لبريق تدخلاته على مستوى الوزارات، خصوصا بعدما رضخ العثماني لطلب اخنوش باستبعاد الاستقلال عن مراكز القرار، ما جعل ولد الرشيد على يقين من أن قضيته أصبحت أحمض من ليمونة طازجة.

 

ولأن ولد الرشيد كان يعي جيدا أن شباط قد اصبح ورقة محروقة، لن يدخل الحكومة و لن يشم رائحتها، كان لزاما عليه أن يتحرك كي يعيد الاستقلال الى سكتة الطبيعية، بعيدا عن المعارضة، من خلال الدفاع عن شخص تتوفر فيه موصفات معينة، لعل اهمها هي أن يكون خاضعا له و مستعد لعصيان الاستقلاليين في سبيل ارضاء آل الرشيد الذين لا يوجد من بينهم من تتوفر فيه معايير أمين عام لاعرق حزب في المملكة، ما جعله يختار نزار بركة، الذي قاد مجلسا صحراويا ضم العديد من استقلاليي الصحراء، و الذي لا يمكن أن يعصى امرا لاصغر رضيع في عائلة الرشيد.

 

اليوم و قبل أي وقت مضى، يتبين أن حمدي ولد الرشيد، و مهما وصل من الغنى و الجاه و النفوذ، الا أنه لا يساوي شيئا دون حكومة يشارك فيها الاستقلاليون، حيث يمكن أن يتحدث الى وزير الصحة و زميله في الحزب، من اجل نقل المندوب بمل اريحية، و ليس كما هو الشأن بالنسبة لوزير شيوعي انتصر لمندوبه في حرب خاضها استقلاليو العيون وصلت لدرجة سحب بقعة ارضية من المندوبية كانت ستخصص للصالح العام…. و عندما يكون الوزير استقلالي فان الشغيلة في معظمها ستعتنق الاستقلالية، و ستتحول كائنات سياسية تخدم سمعة الحزب في عروسة الصحراء.

زر الذهاب إلى الأعلى