النظام الجزائري متهم بممارسة الإرهاب الإعلامي

المحرر- متابعة

اهتمت الصحف الجزائرية الصادرة أمس الاثنين، على الخصوص، بالجدل حول بث قناة تلفزية جزائرية لصور صادمة حول العشرية السوداء، في استغلال مكشوف لهذه الصور لترهيب الشعب وإرغامه على السكوت والقبول بالامر الواقع..

واثار بث القناة التلفزية الجزائرية (أو إن تي في) لصور صادمة حول العشرية السوداء 1990، جدلا كبيرا وسيلا من الانتقادات التي وجهت للحكومة، متهمة القناة العمومية بممارسة “الإرهاب الإعلامي”، ومنددة ب”الابتزاز الذي تمارسه السلطة على المواطنين”.

وتحت عنوان “وراء الصور المرعبة لـ (أو إن تي في)، رسائل السلطة للجزائريين”، تساءل موقع (كل شيء عن الجزائر) عما إذا كانت هذه الصور، التي تقشعر لها الأبدان، “ستفتح الجروح مرة أخرى وتذكر بحقبة مؤلمة من الماضي عاش خلالها الجزائريون لحظات مرعبة من القتل والدمار”.

وبعدما أشارت إلى الذريعة التي ساقتها التلفزة العمومية، ممثلة في الذكرى الـ12 للتصويت في استفتاء على ميثاق السلم والمصالحة، كشفت الصحيفة أن “الصورة المركبة بشكل وحشي تعبر عما يتم البحث عنه من وراء إعادة تحريك مسألة الخوف”.

وأشارت إلى أن “المقاطع التي تصور أشلاء جثث الضحايا جراء الاعتداءات بالمتفجرات أو جثث أشخاص تعرضون للذبح تتخللها فقرات من خطب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أثناء حملة الترويج للمصالحة الوطنية ومن أجل الصفح العام”.

من جهتها، كتبت صحيفة (الشروق) أن” تقنيات الصرامة السوفياتية ما تزال نشيطة بالجزائر”، متسائلة عن “عدد الإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بالدم الذين تمت محاكمتهم؟ ما هو عدد الأسلحة التي تم استرجاعها؟ وماذا عن الأموال التي عثر عليها في معاقل الجماعات المسلحة؟”، مشيرة إلى أن هذه التساؤلات وغيرها تبقى بدون أجوبة.

وأضافت الصحيفة أن كافة المتخصصين أجمعوا على القول، خلال إصدار ميثاق السلم، إنه بدون عدالة وحقيقة، لا يمكن لأي مصالحة أن تنجح. وخلصت الصحيفة إلى أن أحد الانعكاسات التي لا يمكن تفاديها للصور الوحشية التي بثتها (أو إن تي في) هو التذكير بأن “الافلات من العقاب غطى على مسلسل المصالحة الجزائري، ذلك أنه كيف يمكن تفسير أن رجالا أحرقوا وذبحوا واغتصبوا وسرقوا لم يساورهم أدنى خوف من القضاة تحت ذريعة الصفح الجماعي؟ وكيف يمكن تفسير أن ملف ضحايا الاختفاء القسري لم تتم تسويتها إلى الآن؟”.

وفي السياق نفسه، كتبت صحيفة (الفجر) أن بث صور فضيعة للضحايا هو طريقة لفضح وحشية الإرهابيين الذين تم الصفح عنهم، دون أية محاكمة، استنادا لنص المصالحة الوطنية.

من جانبها، كتبت صحيفة (ليبيرتي) أن هذه الصور هي بمثابة محاكمة “للمصالحة الوطنية” وتشكل دلائل ضد مبدأ الافلات من العقاب، الذي ترتكز عليه المصالحة.

بدورها، كتبت صحيفة (الوطن) في صفحتها الأولى تحت عنوان “الدعاية من خلال الرعب”، أنه من أجل تخليد الذكرى الـ12 لصدور ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، “ذهبت تلفزة الدولة لتغترف من سجل رعب سنوات الارهاب، دون أن تراعي كرامة الضحايا، ولا مشاعر ذويهم والمشاهدين بصفة عامة”.

وأضافت أنه من البديهي أن يكون لهذه الدعاية الرسمية تأثير نفسي مدمر على الجزائريين، معتبرة أن “الرسالة القوية المزمع توجيهها من خلال هذه العملية الدعائية المبنية على جثث ضحايا الارهاب هي تخويف المواطنين في هذا الظرف الاجتماعي الصعب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى