حراك الحسيمة: مظاهرات سلمية أم حرب عصابات؟

المحرر الرباط

 

ان من تابع مسيرة أول امس بمدينة الحسيمة، سيتاكد من أن الامور قد انحرفت فعلا عن مسارها الطبيعي، و أن اكثر من جهة قد دخلت على خط الحراك، الذي يعيش على وقع الفوضى و تبادل الاتهامات، في وقت يتوقع فيه عدد كبير من المتتبعين، أن ينتقل الصراع بين من يتحكم في الاحتجاجات من الكواليس، ما من شأنه أن يتسبب في فوضى كبيرة، و ما يجعل السلطات مجبرة على التدخل لوضع حد لهذه المهزلة.

 

مشرملين، خارجون عن القانون، و منحرفون، هم الشخصيات التي أصبحت اليوم تؤثت فضاء الساحات العمومية التي تحولت الى حلبات لاستعراض العضلات، و لفرض الذات أمام الراي العام، في وقت لاتزال بعض الوجوه تصر على سلمية الاحتجاجات، بينما يتبجح البعض بالاصابات التي تعرض لها رجال الامن، بسبب الهمجية التي ميزت معظم المسيرات و المظاهرات في حراك الريف.

 

ملثمون منتشرون في أزقة و دروب الحسيمة، يتربصون برجال الامن، و كأننا في احدى مدن امريكا اللاثينية حيث تسيطر العصابات و المافيات على الشوارع، و عصابات الكترونية، تفبرك الصور ثم تنسبها الى الحراك، في محاولة للترويج لواقع لا وجود له، لعل بعض الجهات تلتفت لوقائع مفبركة، فيتم توريطها في التدليس و الزور، كما سبق و أن تم توريط قناة فرانس 24، في بث صور من سوريا و نسبها للحراك في الريف.

 

الواقع الذي تعيشه الحسيمة و نواحيها اليوم، يؤكد على أن وراء الكواليس يوجد أشخاص يتحكمون في الوضع القائم، و يحركون بيادقهم على طريقة الانفصاليين، مستغلين في ذلك أموال الحشيش و عائدات الجريمة العابرة للقارات، و أملهم جعل منطقة الريف تعيش على وقع التوتر الذي سيمكنهم من ممارسة نشاطاتهم الاجرامية دون أدنى مشاكل مع الاجهزة الامنية، تماما كما يحدث في عدد من المدن السورية، حيث أصبحت تجارة البشر شيئا عاديا.

 

ما ذنب طاقم دوزيم الذي تم الاعتداء عليه خلال مسيرة أول امس، طالما أن الجهات التي تقف وراء الحراك ليست منزعجة من وسائل الاعلام، اذا لم يكن الهدف من وراء ذلك، استفزاز صناع القرار في هذه القناة، و جرهم نحو التصعيد على أمل تهييج مشاعر الريفيين، و تحريضهم على المملكة المغربية التي يعيشون في كنفها منذ قرون، هنا سنكتشف أن في القضية خلل لابد من معالجته من خلال تحسيس الريفيين بالخطر الذي يتربص بهم، و يهدف الى جرهم نحو المجهول.

 

ان قواعد المظاهرات السلمية، التي ينادي اليها زعماء الفتنة، تقتضي بالدرجة الاولى احترام القانون، و تفرض على كل من يريد التظاهر للمطالبة بحق أو أكثر، أن يمثتل لقرار السلطات، و أن يستكمل الاجراءات القانونية قبل الخروج لاثارة البلبلة في الشارع العام، أما أن تتحدى دولة بأكملها، و أن تتعمد الخروج للتظاهر دون موجب حق، بحثا عن المنع، فذلك يعتبر “بسالة”، و تمييعا للنضال الذي تحول بالريف الى حجة يراد بها جر المنطقة نحو اللا استقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى