ما محل كلمة “السلمية” من الإعراب في ما وقع بالحسيمة

عزيز المشوكر المحرر

الحسيمة “منارة المتوسط” هي المنارة التي لم يكتب لها أن تنير عروس الريف، ما نلاحظه اليوم يجلعنا نتساءل حول من له المصلحة في تأجيج الوضع بالريف خاصة، وبين أبناء الوطن الواحد عامة، فيوما بعد يوم يتضح لنا جليا أنه ليس من السهل توفير المال اللازم و الوسائل اللوجستيكية الضخمة التي يتم تسخيرها حتى يستمر الحراك، لما يناهز ثمانية أشهر فما فوق.

ما وقع بالأمس هو العبث بعينه بمصير دولة بأكملها، ما وقع بالأمس، يدفعنا للتساؤل عن شعار “السلمية” الذي لطالما صدحت به حناجر المتظاهرين، ومع الكم الهائل من الإصابات في صفوف رجال الأمن و المحتجين، نستنتج أنه لا جدوى من رفع هكذا شعارات مادام أن الإصابات و تبادل الضرب و الجرح أصبح هو الطاغي على كافة المسيرات الإحتجاجية في الآونة الأخيرة.

أين هي السلمية و نحن نشاهد بأم أعيننا طاقم القناة الثانية “دوزيم” و هو يتعرض للضرب و التعنيف قبل أن يتم طرده و منعه من تغطية مسيرة 20 يوليوز، الطاقم الذي لا ذنب له فيما يقع سوى أنه ذهب للقيام بواجبه على غرار باقي الصحفيين المتواجدين بالحسيمة.

وما يدعوا للإستغراب هو كيف نجح هواة الصيد في الماء العكر على تجنيد آلاف المواطنين للنزول إلى الشارع و هم يعلمون علم اليقين، أن وزارة الداخلية قد حسمت في موضوع منع المسيرة المزمع تنظيمها أمس الخميس، بالرغم من ذهاب بعض الحقوقيين إلى مطالبة الدولة بالتعامل مع الإحتجاجات بنوع من الليونة، بالرغم من معرفتهم المسبقة أن السلطات لها أسبابها الأمنية في اتخاذ قرار الرفض، وهي ذاتها نفس السلطات التي سمحت للمسيرات طوال الثمانية أشهر السابقة دون حدوث أية اصطدامات.

لكن يوجد البعض من أبناء الريف الذين أصابهم الملل جراء المظاهرات و الإحتجاجات المتتالية التي أضرت بمصالحهم، وخاصة مع حلول شهر الصيف الذي تزدهر فيه الحركة الإقتصادية و السياحية بالحسيمة.

إذا كان ملك البلاد قد تفهم احتجاجات أهل الريف و حسم في أمرها حينما أمر بفتح تحقيق لمعرفة من يقف وراء تأخير مشروع ضخم كان قد أعطى إنطلاقته منذ مدة حتى يستفيد منه أبناء المنطقة الريف، فما الغاية إذن من استمرار الإحتجاجات و خلق الفتن لبلد حباه الله بالأمن و الإستقرار الذي أصبحت تبحث عنه عددا من الدول التي تعاني ويلات الحرب و الفتن.

ومع كل ما حدث بالأمس و جب على الجميع أن يقف وقفة محارب لإحصاء الخسائر الناجمة عن طول مدة هذا الإحتقان الذي لن يخدم مصلحة هذا الوطن لا من قريب أو بعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى