هل أصبح الميناء يشكل أولوية بالنسبة لعبد العزيز أبا؟؟

عادل قرموطي المحرر

 

ثاني خرجة اعلامية تحسب للبرلماني عن دائرة بوجدور، عبد العزيز ابا، و يشكل الميناء محورا اساسيا فيها، هي تلك التي تخللها عقد لقاء مع عبد القادر اعمارة وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، و ذلك بعدما سبق للنائب أن طرح سؤال في نفس الصدد حول الميناء تحت قبة البرلمان، مطالبا بالرفع من كوطا الاسماك المخصصة للاقليم، حتى يستفيد منها نجله، الذي يمتلك المصنع الوحيد في بوجدور.

 

النائب البرلماني لم يكل و لم يمل من الدفاع عن الميناء، في سابقة من نوعها، و ذلك بعدما تمكن ابنه من استيفاء الشروط اللازمة لتشييد مصنع للاسماك، فيما لازال يقاتل من اجل تشييد مصنع اخر للتعليب، زيادة على دفاعه عن الطريق الوطنية رقم1، التي تم توسيعها في الشق الرابط بين العيون و بوجدور، و ما ينتظره المواطن، هو تفعيل النموذج الاقتصادي الذي اشرف عليه جلالة الملك، و الذي تضمن توسيع هذه الطريق “بلا جميل أي شخص اخر”.

 

نتساءل هنا، كما يتساءل الالاف من المواطنين، عن الاسباب التي تحول دون أن يجتمع السيد البرلماني المذكور، مع وزير الصحة، حول ظاهرة الخصاص في الاطباء التي يعيشها اقليم بوجدور، و غياب معظم الاختصاصيين، ما يحتم على المرضى الانتقال الى العيون من أجل رؤية طبيب اختصاصي في مجالات عتادها متوفر في المستشفى الاقليمي لبوجدور، و لماذا لم يتحدث السيد البرلماني عن احتجاجات المواطنين، في هذا الصدد بعدما تعذر تخصيص أطباء لعدد من المستوصفات في المدينة.

 

لماذا لم يجتمع السيد البرلماني مع وزير العدل، بخصوص المحكمة التي خصص لها مبلغ سمين، ولاتزال مركزا للقاضي المقيم، يحكم في الزواج و الطلاق، فيما يظطر المواطنين للانتقال الى مدينة العيون من أجل قضاء حوائجهم بالمحكمة الابتدائية، و الادهى من كل هذا، هو أن القضايا المتعلقة بتبادل الضرب و الجرح، تحول بدورها الى العيون.

 

ألم يكن من الاجدر على البرلماني ممثل الساكنة أمام الدولة، أن يلتقي بوزير الشباب و الرياضة، ليحدثه عن التلف الذي أصاب ملاعب القرب، بعدما تراجع عن التزاماته بتوفير الحراسة لها؟ و يشرح له الوضع الرياضي القائم بالاقليم، و بأن هناك فريق اسمه شباب الجنوب، يتألق يوما بعد يوم، بامكانيات مكتبه المسير، و دون أن تقدم له المصالح المنتخبة، أو مصالح الوزارة، المساعدات اللازمة، حتى يتمكن من تمثيل الصحراء أحسن تمثيل؟

 

لماذا لم يلتقي أبا، بوزير الداخلية، كي يشرح له الحالة المزرية التي يعيشها ساكنة مخيمات الوحدة سابقا، التي تم استقدامها لاداء الواجب الوطني، و هاهي اليوم تعيش في احياء تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم، و أزقة لا تتوفر حتى على الانارة العمومية، بينما يخصص المجلس البلدي ثلاثة مصابيح لزنقة واحدة، يقطنها أفراد عائلة السيد رئيس المجلس البلدي، و اتباعه و المدافعين عنه خلال الانتخابات و على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ان ما يجب أن يعلمه السيد عبد القادر اعمارة، الوزير المحترم، الذي قضى أزيد من 5 سنوات رفقة بنكيران، دون أن تتثير حوله القلاقل، هو أن دفاع السيد عبد العزيز أبا على الميناء يدخل بالتحديد في اطار دفاعه عن مصالح معمل يديره نجله، و أن المدينة لاتزال في أمس الحاجة لأشياء أكثر اهمية بامكان وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك احداثها قبل الميناء، و يكفي أن يزور شوارع و ازقة المدينة حتى يكتشف أن قندهار قد تكون اكثر جاذبية من بوجدور التي يسرها هذا الشخص منذ التسعينات.

 

السيد الوزير، يجب ان يعلم كذلك، أن الميناء الذي يدافع عنه عبد العزيز ابا، لا يشتغل فيه سوى ابنه، الذي ينزل كلما دخلت سفينة للصيد، و يمشط ما تحمله من اسماك، بينما لم يتبقى للمسكين الذي يتبنى العدالة و التنمية مطالبه، مكانا للعيش فيه، و الاكثر من كل هذا، هو ان “تنبر” من قيمة 20 درهم اذا كان المواطن في حاجة اليه، فانه يطلب من سائقي الطاكسيات أن يحضروه له من مدينة العيون، فعن اي ميناء يدافع عبد العزيز، و المدينة لا تزال تعيش على وقع الظلام الدامس، بينما تضخ المياه في صنابيرها ساعات خلال كل ثلاثة أيام؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى