مثييير من وجدة..صلابة “امرأة حديدية ” دفنت والدها وقرأت البُردة مع “الطلبة”تثير الدهشة والاعجاب

المحرر- متابعة

عادة يكون بكاء وعويل وصراخ النساء هو الإعلان الأول لحصول حالة وفاة في الحي، أي حي في أي مدينة أو قرية… فقد عرف من الواقع والعرف أن المرأة لا تستطيع عادة أن تتحكم في أعصابها وتصرفاتها عندما تبتلي بفقدان أحد أقاربها، خصوصا إذا كان أبا أو أما أو أخا أو زوجا، إلى حدود تعرضها للانهيار وفقدان الوعي. لذلك لن ترى امرأة تتقدم أو حتى تشارك في مراسيم جنازة، فبالأحرى أن تشارك في دفن قريبها وتهل عليه تراب القبر.

فقد ظلت هذه المراسيم الجنائزية محصورة على الاحتكار الذكوري، حتى عندما اقتحمت النساء الكثير من المواقع والمجالات الصعبة كالطب والطيران وغيرها.

هذا العرف ترسخ عبر الزمن والأجيال في العديد من المجتمعات الإسلامية ومنها المغرب، وأصبح واقعا لا يتغير، وظل ذلك يحدث كالعادة إلى غاية يوم 12 يونيو الجاري بمدينة وجدة، حيث لفت انتباه المشاركين في جنازة رجل، حضور ابنته بصبر وأناة وحزن رزين غير مشهود، حضرت الجنازة من بدايتها إلى نهايتها، رافقت جثمانه من المسجد إلى المقبرة، فركبت سيارة الإسعاف وقرأت البردة مع إثنين من “الطلبة”.

وفي المقبرة تقدمت صفوف الجنازة ووضعت النعش في القبر وهلت على أبيها التراب، دون أن تسمح لدمعة واحدة، بتجاوز مقلتيها، بينما لم يتمالك عدد من الرجال الحاضرين أنفسهم فانساحت دموعهم بالرغم عنهم تحت وقع هذا المشهد الفريد.

191909

انتشر الحديث عن “خرق العادة” هذا بسرعة فائقة، في مجالس وجدة الخاصة والعامة، ثم على المواقع الاجتماعية، حيث تساءل أحدهم:”من تكون المرأة الحديدية التي دفنت والدها بصمود منقطع النظير”، وعلق آخر “إنها امرأة بألف رجل”ّ، ثم تداعت الكثير من التعليقات في المقاهي وعلى الصفحات… وانهالت عليها المكالمات الهاتفية من بركان والناظور والنواحي للتأكد من الخبر ومعرفة أسبابه ودواعيه.

وأمام رفضها الإدلاء بأي تصريح، ظل السؤال التالي بدون جواب: لماذا قامت بذلك، هل كان ذلك نوعا من التماهي، أم فقط وفاء لروح أبيها، أم بهدف خرق أعراف تراها ذات نزعة ذكورية مهمشة للمرأة؟

و.م.ع

زر الذهاب إلى الأعلى