من يحاول ربط حراك الريف بعودة “الخريف” الى المغرب فهو واهم

المحرر الرباط

 

كما عودنا عدد من الاشخاص الذين اصبحوا أشهر من نار على علم في مجال الركوب على الاحداث، و ممارسة الانتهازية من أجل الضرب في مصداقية بلادنا، خرج أحد الاعلاميين المنتمين لهذا الفصيل، و بعد غيبة دامت طويلا، بمقال حاول من خلاله توهيم الراي العام بأن ما يحدث بمنطقة الريف، يؤكد على عودة “الخريف العربي” من المملكة المغربية، مقدما على ذلك معطيات مغلوطة، و معلومات كاذبة، الهدف منها و كما يعلم الجميع، هو محاولة تحوير الواقع، و لفت انتباه المغاربة لتفاصيل باطلة، و لحق اريد به باطل.

 

هواة سفك الدماء الذين لا يجدون ضالتهم الا في اشعال نيران الفتنة و متابعة الازقة و الشوارع و هي تحترق، تماما كما فعل عدد من أشباههم بتونس و مصر و سوريا و العراق، هم من يصبون الزيت على النار، و عوض تقديم حلول لفك الازمات، تمادون في انتقاد الأوضاع، بهدف تحريض الرعية على الراعي، و جعل الوطن فريسو سهلة في يد القوى الامبريالية التي تطعمهم من فتاتها، و خصوم الوطن الذين يجوعون شعوبهم لا لشيء الا لرؤيتنا نتقاتل مع بعضنا البعض.

 

و بغض النظر عن جميع مقالات صاحبنا، التي تتمحور في مجملها حول الهجوم على المغرب، و التبخيس من مجهودات مؤسساته بمختلف مشاربها، و ما تم تداوله من طرف وسائل الاعلام يخصوص علاقاته مع الجهات الخارجية المعروفة، و الوقوف عليها بقفته البالية، فان ما وجهه هذا الاخير من اتهامات للدولة بمحاولة الالتفاف على مطالب ساكنة الريف، مستدلا على ذلك بدوام الاحتجاجات لسبعة اشهر، لا يمكن اعتباره الا ضربا من الخيال، و محاولة أخرى، لاشعال فتيل الفتنة، قصد تاجيج الاوضاع، و توجيه الاحتجاجات نحو النفق المسدود.

 

كيف لا، و الرجل لم يقدم اية حلول يدعو من خلالها الدولة الى نهجها، بصفته رجل اعلام من شأنه أن يساهم في تعزيز النقاش، و تفادي الازمة المؤقتة، التي انتهت مباشرة بعد وضع حد لرؤوس الفتنة، و اكتفى بالانتقاد، و توجيه الاتهامات للدولة، و التبخيس من مجهوداتها في احتواء الاوضاع، تفاعلا مع مطالب الساكنة التي ربما قد تكون أكثر تفهما منه، رغم الشغب و التجاوزات التي تزامنت مع المظاهرات المنظمة في المنطقة، و التي يكفي أن نعيد قراءة بلاغ المديرية العامة للامن الوطني، حتى نقف على حقيقة مقال صاحبنا و كذبه الملفق المعتاد.

 

و كي يتاكد اي شخص وقعت عيناه على مقال المعني بالامر، و الذي نتحاشى ذكر اسمه حتى لا ندخل في معه في الجدال الذي ينتهي بتوجيه التهم الباطلة، يكفي متابعة الاشرطة المنتشرة على عشرات الحسابات على موقع يوتوب، حتى يتأكد له ان الدولة لم تبخل جهدا في فتح قنوات اتصال منذ أول مظاهرة ليلية نظمتها ساكنة الحسيمة و حضرها والي الجهة مرفوقا بالوكيل العام للملك، ثم البعثة الوزارية التي كانت تتجول على الارجل بشوارع المدينة، حتى لا لايحول حائل بينها و بين المواطن، و البلاغات التي أصدرها القضاء منذ ذلك الحين، بالاضافة الى المشاريع التنموية و فرص الشغل التي أعلنت عنها الدولة في المنطقة.

 

فعن اي ربيع عربي يتحدث هذا الرجل، و نحن نتابع ملكنا يأمر بتطبيق القانون بحذافره، بينما تستمر الدولة في تعاطيها الايجابي مع مطالب الساكنة، و في اي كوكب يعيش هذا الاخير حتى يقارننا ببلدان تأثرت من رياح الربيع فلم تحصد منه الا الدمار و الخراب الذي جعل منها مرتعا للارهاب و أرضا خصبة لتجار البشر و ناهبي ثروات الشعوب، و المغرب كما يعلم الجميع، لم يتاثر في اوج الانقلابات و الازمات التي عصفت بخمس دول و جعلت اعزتها اذلة، بل و زادت ذلا من الاذلة انفسهم، حتى باتوا يهاجرون الى بلادنا بحثا عن الامن المفقود و الخبز المنشود، فوجدوا ضالتهم بين ظهران مغاربة أحرار و شعب مضياف، ملتف حول ملكه، و متمسك بأمنه و بمؤسساته.

 

ان ما تحاول بعض الجهات تحقيقه في المغرب باستعمال بيادق لفظهم المجتمع المغربي، كما يلفظ الجسم الاشياء الغريبة فيه، لا يختلف عما فعلته جهات أخرى بعدد من الدول التي فرحت بالربيع أشهر معدودات، و ندمت على حدوثه لسنوات، مسخرة في ذلك كل الامكانيات و الوسائل، و مستعينة بالخونة و المرتزقة، و حتى و ان كلفها ذلك اموال شعوبها، لأن ما يهمها بالدرجة الاولى هو رؤيو المغرب و هو حمام دماء ينال منه و من أبنائه الارهابيون، لكن ذلك سيظل حلما صعب المنال طالما أن المملكة مستمرة في طريقها نحو مغرب الالفية الثالثة، حيث يعيش اللاجؤون بكرامتهم، و حيث توزع بطائق الاقامة على اخوة افارقة، طرقوا باب العلويين، فلم يجدوا سوى الكرم و الجود و النخوة.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى